القاهرة كانت "المسرح الحاسم".. كواليس جهود مصر لتوحيد الفصائل الفلسطينية قبل اتفاق 2011

2025.09.20 - 12:31
Facebook Share
طباعة

سلط اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل المخابرات المصرية السابق، الضوء على تفاصيل غير معروفة من كواليس الجهود المصرية لتوحيد الفصائل الفلسطينية، والتي أدت إلى توقيع اتفاق الوفاق الوطني عام 2011، في محاولة لتوحيد الصفوف أمام التحديات الإسرائيلية.

وأكد الدويري، في تصريحات تلفزيونية على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الاتفاقية لم تكن وليدة اللحظة، بل نتاج ثلاث سنوات من عمل دؤوب ومفاوضات مضنية قادتها أجهزة المخابرات المصرية، التي اتخذت القاهرة مركزاً للحوار الفلسطيني.

وأوضح أن الحوار بين الفصائل بدأ منذ عام 2009، حيث كانت القاهرة تستضيف الاجتماعات اليومية على مدار عشرة أيام متواصلة، من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساءً، وأشار إلى أن المشاركين في المفاوضات كانوا "محبوسين بالمعنى الإيجابي" داخل مقر جهاز المخابرات حتى التوصل إلى صياغة الوثيقة النهائية.

وأضاف: "سافرت إلى سوريا مرات عدة والتقيت بجميع الفصائل لحل كل العقبات والخلافات. الدولة المصرية عندما تدافع عن القضية الفلسطينية، فإنها تفعل ذلك من منطلق الأمن القومي، وأيضا من منطلق المبادئ والضمير".

لحظة التوقيع: حضور عربي ودولي واسع

شهد توقيع الاتفاقية احتفالاً داخل جهاز المخابرات المصرية، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، ووزير الخارجية المصري آنذاك نبيل العربي، ورئيس جهاز المخابرات مراد موافي، إلى جانب جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء، والسفراء العرب والأجانب.

وأكد الدويري أن اتفاقية 2011 كانت "شاملة وواضحة ومتزنة وواقعية"، مشدداً على أنها نموذج لم يتكرر قبلها أو بعدها، وأن العودة إليها هي السبيل الوحيد لتحقيق مصالحة فلسطينية حقيقية اليوم.

أسباب استمرار الانقسام الفلسطيني

أوضح الدويري أن غياب الإرادة السياسية لدى الفصائل صاحبة القرار، وعلى رأسها فتح وحماس، يمثل السبب الرئيسي وراء استمرار الانقسام الفلسطيني. وأضاف: "كل مرة نقترب من فرصة لدفع الأمور إلى الأمام نصطدم بحائط صد يتمثل في غياب الإرادة السياسية الحقيقية، وغالبا ما كانت هذه المناورات مرتبطة بأهداف تكتيكية لا تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني".

وأشار إلى أن الانقسام أعطى إسرائيل حجّة لتكرار مقولتها بعدم وجود شريك فلسطيني للتفاوض، رغم أن الهدف المصري منذ ثمانينيات القرن الماضي كان إثبات وجود شريك فلسطيني قادر وقابل للتفاوض.

وثيقة الأسرى ودورها في دعم الحوار

وعن دور الوثائق السابقة في دعم جهود المصالحة، شدد الدويري على أهمية وثيقة الأسرى لعام 2006، التي وقعها قادة فصائل فلسطينية، مؤكداً أنها ساعدت مصر في الدفع نحو هدف إقامة نواة حقيقية لدولة فلسطينية، لكنها أشار إلى التحدي الحالي في تحديد "الشريك الفلسطيني" بين حكومة حماس في غزة والسلطة في رام الله، أو بين الرئيس محمود عباس وإسماعيل هنية.

وقال الدويري: "جميع الفصائل الفلسطينية هي تنظيمات وطنية بلا استثناء، ولا يشكك في نوايا أي منها. الاختلاف يكمن في الوسائل والتكتيكات، بينما الهدف النهائي واحد، وهو مصلحة الشعب الفلسطيني".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5