خطوة تاريخية في السياسة الدولية: اعتراف فرنسي وغربي بدولة فلسطين

2025.09.20 - 12:28
Facebook Share
طباعة

أعلنت الرئاسة الفرنسية، الجمعة، أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعلن رسمياً اعتراف فرنسا بدولة فلسطين خلال مؤتمر يعقد في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة عشرة دول غربية أخرى قررت التحرك بشكل مماثل.
تأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه التوترات مع إسرائيل على خلفية مخططها لضم الضفة الغربية المحتلة، في تصعيد سياسي ودبلوماسي غير مسبوق.

تحرك فرنسي وغربي تاريخي:

ماكرون أوضح، في منشور على منصة "إكس"، أن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين يأتي ضمن خطة سلام شاملة تهدف إلى ضمان الأمن والسلام لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. وأكد مستشار للرئيس أن الدول العشر التي ستشارك في المؤتمر هي فرنسا، بريطانيا، أستراليا، كندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، البرتغال، مالطا، أندورا، وسان مارينو.

ومن المقرر أن يلقي ماكرون كلمة يعلن فيها رسمياً الاعتراف، في حين سيتحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عبر اتصال بالفيديو.

هذه الخطوة تأتي بعد تهديدات إسرائيلية بالرد على التحرك الغربي، الذي وصفته تل أبيب بأنه "مكافأة لحركة حماس على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".

ردود إسرائيلية متوقعة:

ذكرت تقارير أوروبية، نقلها موقع "بوليتيكو" الأميركي، أن إسرائيل تدرس عدة خيارات للرد على اعتراف فرنسا والدول الأخرى بدولة فلسطين، منها تسريع ضم الضفة الغربية، وإغلاق القنصلية الفرنسية بالقدس، بالإضافة إلى إجراءات محتملة ضد أراض فرنسية داخل إسرائيل مثل مزار "إليونا" المسيحي.

من جانبه، أكد دبلوماسي فرنسي، حسب صحيفة "لوفيغارو"، أن باريس قد ترد بالمثل إذا أقدمت إسرائيل على إغلاق القنصلية الفرنسية. ومع صعوبة فرض عقوبات مباشرة على إسرائيل بسبب معارضة دول أوروبية مثل ألمانيا والمجر، فإن طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين من باريس يدرج ضمن الخيارات المطروحة.

السياق السياسي والأمني:

يأتي هذا التحرك الغربي في ظل توترات عميقة بين باريس وتل أبيب بسبب المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي اعتبرها ماكرون دليلًا على أن الهدف ليس مكافحة حماس، بل تقويض حل الدولتين. كما أشار الرئيس الفرنسي إلى أن العمليات العسكرية في غزة خلفت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى، ما يضر بصورة إسرائيل الدولية ومصداقيتها.

وتعرض ماكرون في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، لفكرة فرض عقوبات على إسرائيل في حال استمرار العمليات العسكرية في مدينة غزة، مؤكداً أن الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة يشكل أفضل وسيلة لعزل حركة حماس سياسياً.

خطوة دولية متتابعة:

سبق لماكرون الإعلان عن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين نهاية يوليو/تموز الماضي، في أعقاب أزمة سياسية متصاعدة بشأن المستوطنات وضم الضفة. وتجاوبت أكثر من 12 دولة غربية مع الخطوة، أبرزها أستراليا وبريطانيا وكندا، لتنسج بذلك شبكة دبلوماسية واسعة تعكس دعم المجتمع الدولي لحل الدولتين وحقوق الفلسطينيين.

خلفية الصراع وتأثير الحرب على غزة:

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً موسعة على قطاع غزة بدعم أميركي، تشمل القتل، التجويع، التدمير، والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية لوقف العمليات العسكرية. وتصاعد التوترات الأخيرة يعكس حجم الأزمة الإنسانية والسياسية التي يواجهها الشعب الفلسطيني، ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد في حماية المدنيين وفرض القانون الدولي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8