وفق صحيفة هآرتس العبرية، المخاطر على جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة تتصاعد بسبب الاعتماد على مليشيات محلية يتم تزويدها بالسلاح وتفويضها بالقتل مقابل المال لتقوم بمراقبة مناطق محددة وخدمة الاحتلال.
هذه المليشيات لا تقتصر مهامها على تمشيط الأنفاق والمباني المشبوهة، بل تشارك في أنشطة عسكرية واسعة، السيطرة عليها ليست كاملة، وقد ترتكب أعمال عنف كبيرة يتحمل الجيش الإسرائيلي مسؤوليتها في نهاية المطاف.
الخبرة السابقة تثبت أن استخدام مليشيات محلية في مناطق محتلة يحمل مخاطر جسيمة، الجيش الإسرائيلي سبق له تجربة مماثلة في لبنان من خلال "جيش لبنان الجنوبي"، وفي الضفة الغربية عبر برنامج "روابط القرى" في معظم الحالات، الفرضية القائلة بأن هذه المليشيات يمكن التحكم فيها بالكامل تنهار أمام الواقع، كما تعلمت الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وسوريا.
أكد التقرير رغم التمويل الكبير والتدريب المكثف، كانت نتائج استخدام المليشيات الأمريكية محدودة، وغالبًا ما تحولت إلى قوى متصارعة داخليًا حتى ضد مصالح الإدارة نفسها.
في غزة الوضع أكثر تعقيدًا. بعد سيطرة حماس على القطاع في 2007، تم تفكيك المليشيات العشائرية والعائلية التي امتلكت السلاح وفرضت نفوذًا محليًا. محاولات الجيش الإسرائيلي في 2024 لتجنيد عناصر من العائلات الكبيرة لم تُثمر، لأن انهيار البنية الاجتماعية وتدمير الأحياء وتهجير السكان أضعف النفوذ المحلي لرؤساء هذه العائلات أي قوة محلية جندها الاحتلال قد تتحول بسرعة إلى كيان مستقل يتصارع داخليًا وربما يواجه الجيش نفسه.
ذهب التقرير بأن الاحتلال لا يمتلك خطة واضحة لإدارة غزة عبر مؤسسات مدنية محلية، مما يجعل الاعتماد على المليشيات أمرًا خطيرًا وغير مستقر، هذه القوات قد تُكلف بحماية قوافل الغذاء وفرض القانون وإدارة المرافق الحيوية وتنفيذ مهام عسكرية، لكنها ليست خاضعة لإشراف فعال، ما يفتح الباب لفساد داخلي وصراعات دمويّة بين نفسها.
احتمال نشوب حرب شوارع واسعة محتملة، مع تصفيات متبادلة وسلب ونهب، يزيد من صعوبة السيطرة على القطاع.
تاريخ التجارب السابقة في استخدام مليشيات محلية، سواء في العراق أو أفغانستان أو سوريا، يظهر أن مثل هذه الاستراتيجية غالبًا ما تؤدي إلى إخفاقات كبيرة مع أضرار مباشرة على قوة المحتل واستقرار المنطقة.
أكدت الصحيفة أن غزة تعيش اليوم في ظروف قد تجعل الاحتلال الإسرائيلي عاجزًا عن السيطرة، وتزيد من احتمالية نشوء كيان مسلح مستقل داخل القطاع، ما يهدد أمن الجيش الإسرائيلي ويضاعف التحديات أمامه.