شهد مخيم شاتيلا عملية أمنية واسعة قادها الجيش اللبناني بدعم مديرية المخابرات، استهدفت مستودعًا رئيسيًا كانت تستخدمه عصابات لتخزين وترويج المخدرات على نطاق واسع، العملية جاءت بعد متابعة ورصد مستمر خلال الأشهر الماضية، وأوقفت 55 شخصًا من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية، وأصيب عدد من المطلوبين أثناء الاشتباكات.
كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة والذخائر الحربية صودرت خلال العملية، ما يبرز حجم النشاط الإجرامي المنظم داخل المخيم والمخاطر المستمرة على الأمن المحلي. شبكات تهريب المخدرات لا تقتصر على التوزيع فحسب، بل تشمل تنظيمات مسلحة تسعى للسيطرة على مناطق معينة، مستغلة ضعف الرقابة وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق في المخيمات.
العملية تبين جهود الجيش اللبناني لتعزيز الأمن الداخلي ومواجهة الجرائم المنظمة، مع الالتزام بالتنسيق مع القضاء المختص للتحقيق في نشاط الموقوفين وتسليم المضبوطات. مراقبون يشيرون إلى أن مثل هذه التحركات الميدانية تمثل رسالة واضحة للعصابات بأن محاولات استغلال المخيمات لنشاطات غير قانونية لن تمر دون مواجهة حازمة.
من الجانب الاجتماعي، حجم المخاطر التي يتعرض لها سكان المخيم واضح، حيث انتشار المخدرات والأسلحة يهدد السلامة العامة ويزيد الانقسامات داخل المجتمع المحلي، التوترات بين القوى الإجرامية تؤدي أحيانًا إلى اشتباكات مسلحة تؤثر بشكل مباشر على المدنيين، ما يجعل الحاجة إلى تدخل أمني فعال أمرًا ملحًا.
تؤكد العملية أهمية تطوير برامج توعية ومتابعة داخل المخيمات، لتعزيز الرقابة المجتمعية ومنع النشاط الإجرامي، مع استمرار التنسيق بين الجيش والقضاء والأجهزة الأمنية الأخرى لضمان ضبط قانوني مستمر وحماية المجتمع المحلي وسلامة المدنيين.