كيف أحبط التنسيق الاستخباري محاولة اغتيال الشرع قبل فوات الأوان؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.19 - 04:35
Facebook Share
طباعة

تشهد المنطقة تحولات أمنية معقدة، حيث تبقى تهديدات الجماعات المسلحة العابرة للحدود مصدر قلق مستمر، في هذا السياق، ظهر التعاون الاستخباري بين العراق وسوريا كمسار عملي متواصل، يفرض نفسه على جدول الأولويات بفعل المخاطر المشتركة، وتحديداً النشاطات المرتبطة بالعناصر المتطرفة والعمليات التخريبية المحتملة.

تفاصيل اغتيال الشرع:

المصدر الأمني الرفيع وفق صحيفة النهار أفاد بأن الاستخبارات العراقية نقلت إلى نظيرتها السورية معلومات تفصيلية حول خطة لاغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع قبل نحو ستة أشهر، المعلومات شملت تحركات مجموعات متطرفة كانت تخطط لتفجيرات تستهدف مناطق يسكنها أقليات في عدة محافظات سورية، بالتوازي مع محاولة استهداف الشرع،هذا التعاون مكن الأجهزة الأمنية في كلا البلدين من منع تنفيذ المخططات قبل وقوعها.

هوية المجموعات وخلفياتها:

المصدر أشار إلى أن العناصر المنخرطة في المخطط انشقت عن هيئة تحرير الشام، ولم يقتصر نشاطها على الانشقاق بل التحق عدد منهم لاحقاً بتنظيم داعش، المجموعة ضمت عراقيين وسوريين، مما يوضح طبيعة التهديد العابر للحدود وأهمية التنسيق بين بغداد ودمشق لضمان الأمن المشترك وحماية المدنيين.

تباين سياسي وتلاقي أمني:

العلاقات السياسية بين بغداد ودمشق تراوحت على مدى السنوات الماضية بين الاختلاف والتنافس، ولاسيما بعد وصول الشرع إلى السلطة في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد. ومع ذلك، التعاون الأمني استمر وامتد ليشمل لقاءات متكررة بين مسؤولي الاستخبارات، وزيارات عمل ميدانية، ما أسس قنوات عمل عملية للتعامل مع التهديدات المشتركة، بعيداً عن الخطاب الإعلامي والسياسي.

الملفات المشتركة:
التعاون لم يقتصر على منع محاولة اغتيال الشرع، بل امتد ليشمل عدد من القضايا الحساسة، مثل ضبط الحدود الطويلة بين العراق وسوريا، متابعة أوضاع عائلات مقاتلي داعش العراقيين في المخيمات السورية، وتأمين المراقد الدينية الشيعية داخل سوريا.
تلك الملفات توضح مدى اعتماد الطرفين على التنسيق الأمني للتعامل مع تهديدات ملموسة قد تؤثر على الاستقرار الإقليمي.

دلالات اوسع:
دوام التحالف قد يؤدي إلى فتح قنوات سياسية محدودة مستقبلاً، إذا ثبتت فعالية التنسيق الأمني في مواجهة التهديدات المشتركة. وفي المقابل، يبقى احتمال حصر العلاقة ضمن نطاق الأمن والاستخبارات قائماً، مع استمرار الخلافات السياسية حول ملفات تاريخية وأخرى مرتبطة بالموقف الإقليمي لكل بلد.

محاولة اغتيال الشرع التي تم إحباطها بواسطة المعلومات العراقية تؤكد أن الأمن أصبح أداة عملية للتقارب بين بغداد ودمشق، التجربة الحالية تبرز أن التعامل مع التهديدات العابرة للحدود يتطلب تعاوناً عملياً ومرناً، وقد يشكل خطوة لبناء إطار أوسع لعلاقات مستقبلية، يوازن بين المصلحة الأمنية والمواقف السياسية للطرفين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9