دعت المبعوثة البريطانية الخاصة لسوريا، آن سنو، إسرائيل إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مؤكدة على أن أي نزاع أو خلاف يجب حله عبر الحوار الدبلوماسي والتفاوض بعيدًا عن التوتر العسكري، في موقف يعكس قلق لندن من تصاعد التوترات في المنطقة.
وقالت سنو في تصريحات نقلتها «الوكالة العربية السورية للأنباء»، اليوم الجمعة، إن بريطانيا تواصل تقديم مساعدات منقذة للحياة وبرامج تعافي طويلة الأمد تهدف إلى دعم السوريين في الداخل والمساعدة في عودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم، مشيرة إلى أن هذا الدعم يشمل التعليم، الصحة، إعادة الإعمار، والحماية الإنسانية للمدنيين الأكثر تضررًا. وأوضحت أن المملكة المتحدة خصصت هذا العام نحو 254.5 مليون جنيه إسترليني لدعم السوريين داخل البلاد وفي الدول المجاورة، بما يعكس التزامها المستمر تجاه الأزمة الإنسانية المستمرة منذ أكثر من عقد.
وأضافت المبعوثة البريطانية أن الوضع الإنساني في سوريا لا يزال مقلقًا، وأن استمرار النزاعات المحلية والإقليمية يفاقم التحديات التي تواجه المدنيين، خاصة في المناطق التي شهدت دمارًا واسعًا للبنية التحتية والمرافق العامة. وأشادت سنو بتشكيل «الهيئة الوطنية للمفقودين» و«الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية»، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل عنصرًا مهمًا في جهود المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة، مؤكدة استعداد بريطانيا لدعم السلطات السورية في تطوير قدرات هذه الهيئات وتمكينها من أداء مهامها بفاعلية.
التوترات في مرتفعات الجولان والمنطقة العازلة
تشهد مرتفعات الجولان والمنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل تحركات عسكرية مكثفة، مع دوريات ومراقبة مستمرة من قبل قوات الأمم المتحدة. هذه التحركات تعكس التوترات المستمرة بين الجانبين، وتشير إلى أن أي تصعيد محتمل قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي. وتؤكد المراقبة الدولية على أهمية الحلول الدبلوماسية للحفاظ على الأمن ومنع أي مواجهات مباشرة.
العلاقات البريطانية–الإسرائيلية–السورية
تأتي التحركات البريطانية ضمن سياق دعم دولي واسع للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وممارسة الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل للامتثال للمواثيق الدولية. لندن تسعى، عبر دعمها الإنساني، إلى تعزيز موقعها كشريك فعال في عملية إعادة الإعمار والمصالحة الوطنية داخل سوريا، مع تقديم نموذج لتدخل إنساني وسياسي متوازن.
تقييم المساعدات البريطانية
المساعدات البريطانية تشمل عدة محاور:
الإنقاذ الطارئ: توفير الغذاء، الماء، والدواء للمدنيين في المناطق الأكثر تضررًا.
التعافي طويل الأمد: برامج لإعادة بناء المدارس والمستشفيات ودعم البنية التحتية المحلية.
الحماية والمساندة النفسية: دعم الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأطفال والنساء والنازحين داخليًا.
المصالحة والعدالة: التعاون مع الهيئات الوطنية لضمان توثيق المفقودين وتعزيز برامج العدالة الانتقالية.
الأزمة السورية، التي اندلعت عام 2011، خلفت ملايين اللاجئين والنازحين، بالإضافة إلى دمار هائل للبنية التحتية والاقتصاد المحلي، مما يجعل التدخلات الإنسانية الدولية ضرورية لضمان الحد الأدنى من الحماية للمواطنين، وتعزيز جهود إعادة الإعمار والمصالحة المجتمعية.
من جانبها، أكدت بريطانيا أن دعمها يشمل التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لتنفيذ برامج التنمية المستدامة، وتحسين مستوى الخدمات الأساسية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من الحرب، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والعودة الآمنة للسوريين إلى حياتهم الطبيعية.