أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، اليوم الجمعة، مقتل أحد أبرز قادة تنظيم «داعش» الإرهابي في عملية وصفها بـ«النوعية»، نفذت داخل الأراضي السورية بالتنسيق الكامل مع قوات التحالف الدولي، فيما اعتبر مراقبون أن العملية تمثل ضربة استراتيجية للتنظيم على صعيد التخطيط والتوجيه الخارجي.
وقال البيان الرسمي للجهاز إن القائد الإرهابي عمر عبد القادر بسام، المكنى عبد الرحمن الحلبي، الذي كان يشغل منصب مسؤول العمليات والأمن الخارجي لدى التنظيم، قتل خلال الضربة الجوية التي استهدفت مكان تواجده فجر اليوم. وأوضح البيان أن الحلبي كان مسؤولًا عن الإشراف على ما يسمى بـ«الولايات البعيدة» للتنظيم، وهو الملف الذي يشمل تخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية خارج مناطق السيطرة التقليدية للتنظيم، بما في ذلك محاولات تنفيذ عمليات في أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ضلوعه المباشر في تفجير السفارة الإيرانية في لبنان.
وأكد البيان أن العملية جاءت نتيجة متابعة استخباراتية دقيقة ودعم قضائي استمر لعدة أشهر، تمكن خلالها جهاز مكافحة الإرهاب من تتبع تحركات الحلبي وتحديد مكان تواجده بدقة، قبل أن يتم تنفيذ الضربة الجوية من قِبل قوات التحالف الدولي لتحييده نهائيًا.
وتشير التحليلات إلى أن مقتل الحلبي يمثل خسارة استراتيجية للتنظيم الإرهابي، إذ يأتي بعد سلسلة من العمليات النوعية التي نفذها جهاز مكافحة الإرهاب العراقي خلال الشهرين الماضيين، وأسفرت عن القضاء على أكثر من ستة قياديين بارزين من الصف الأول للتنظيم. وقد ساهمت هذه العمليات في تعطيل شبكات التنظيم الاستخباراتية وخططه الخارجية، ما يضعف قدرته على تنفيذ هجمات إرهابية على المدى القريب.
من جانبها، أكدت قيادة جهاز مكافحة الإرهاب في بيانها أن العملية تمثل تأكيدًا على القدرة العراقية في مواجهة الإرهاب وتعقب فلول التنظيم أينما تواجدوا، مشددة على التزامها بحماية العراق والمنطقة من شرور الإرهاب وتجفيف منابع الفكر المتطرف الذي يغذيه تنظيم «داعش».
وتأتي هذه العملية في وقت يواصل فيه العراق تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع التحالف الدولي، في محاولة للقضاء على أي تهديد إرهابي قد يعيد التنظيم إلى المشهد بعد خسائره المتلاحقة، في ظل تحذيرات خبراء من إمكانية محاولة التنظيم إعادة تنظيم صفوفه في مناطق متفرقة خارج العراق وسوريا.
ويعكس نجاح العملية أيضًا قدرة الاستخبارات العراقية على التنسيق مع الشركاء الدوليين، بما يضمن استهداف قيادات التنظيم الرئيسة خارج الأراضي العراقية، وهو ما يُنظر إليه على أنه خطوة نوعية نحو الحد من قدرات التنظيم على التخطيط للهجمات العابرة للحدود.
كما شدد جهاز مكافحة الإرهاب على أن جهوده ستظل متواصلة حتى اجتثاث التنظيم بالكامل وتجفيف جميع منابع فكره المتطرف، حماية للعراق والمنطقة من أي تهديد إرهابي محتمل.