تصاعدت حدة التوتر بين إسرائيل واليمن بشكل غير مسبوق، بعد أن وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديدًا مباشرًا لزعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتهاون في مواجهة أي هجوم صاروخي أو جوي من الأراضي اليمنية. يأتي هذا التصعيد في ظل سلسلة من الهجمات المتبادلة التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتعيد رسم خطوط الصراع في الشرق الأوسط.
في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "إكس"، وجّه كاتس تهديدًا صريحًا للحوثيين: "يا عبد الملك الحوثي، سيأتي دورك"، مضيفًا: "سيتم إرسالك للقاء أعضاء حكومتك"، في إشارة إلى استهداف القيادة الحوثية بشكل مباشر. وأوضح الوزير الإسرائيلي أن إسرائيل تسعى لاستبدال شعار "الموت لإسرائيل" الموجود على علم الحوثيين بعلم إسرائيل في العاصمة اليمنية، في مؤشر على أبعاد سياسية ورمزية للتصعيد.
وجاء هذا التصعيد بعد إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، في وقت أصابت فيه مسيّرة مدينة إيلات جنوب البلاد. وأكد الجيش أن فرق البحث والإنقاذ عملت على تأمين مواقع ارتطام المسيّرات التي أُطلقت من الشرق، فيما تبنى الحوثيون تنفيذ "ثلاث عمليات عسكرية" تجاه الأراضي الإسرائيلية خلال الأيام الماضية.
منذ اندلاع الحرب في غزة، كثّف الحوثيون هجماتهم بالصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل، مستهدفين المدن الساحلية والمنشآت المدنية، كما أعلنوا عن هجمات على سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل قبالة سواحل اليمن.
ردت إسرائيل بشن غارات مكثفة على الأراضي اليمنية، مستهدفةً موانئ رئيسية مثل الحديدة، ومحطات توليد الطاقة، ومطار صنعاء الدولي. وأسفرت الضربات الإسرائيلية الأخيرة عن مقتل العشرات من قيادات الحوثيين في العاصمة صنعاء، بينهم رئيس وزرائهم و9 وزراء ومسؤولين حكوميين، في أغسطس الماضي، مما يمثل تصعيدًا غير مسبوق في تاريخ المواجهة بين الجانبين.
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن إسرائيل ستواصل الرد العسكري ضد أي تهديد من الحوثيين، مشددًا على أن أي محاولة لمهاجمة الدولة العبرية ستكلّف الجماعة "أثمانًا باهظة"، في رسالة تهدف إلى تعزيز سياسة الردع الإسرائيلية ورفع تكلفة أي عدوان محتمل.
تشير التطورات الأخيرة إلى تحول الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني في غزة إلى مواجهة إقليمية تشمل أطرافًا جديدة مثل اليمن والحوثيين، ما يزيد احتمالات تصعيد النزاع وامتداده نحو البحر الأحمر والممرات البحرية الحيوية. ويطرح هذا التصعيد أسئلة حول قدرة الأطراف الإقليمية والدولية على احتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى مواجهة شاملة بين إسرائيل وجماعات مسلحة مدعومة من دول إقليمية.
بين التهديدات المباشرة لقيادات الحوثيين والغارات الإسرائيلية المكثفة، يبدو أن المنطقة على أعتاب تصعيد غير مسبوق، قد يعيد رسم خريطة النفوذ العسكري والأمني في الشرق الأوسط. ورغم كل التحذيرات، فإن التصعيد المتبادل يبدو مستمرًا، ما يرفع من حدة المخاطر على المدنيين والمنشآت الحيوية في اليمن وإسرائيل على حد سواء.