60 ألف ضحية فلسطيني.. مذيعة بريطانية توبخ رئيس الاحتلال على الهواء
شهدت الساحة الإعلامية مؤخرًا حدثًا غير مسبوق، حين واجهت المذيعة البريطانية ماريا مادوكس، مديرة معهد تشاتام هاوس، رئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال مقابلة مباشرة بتهم جسيمة تتعلق بمقتل آلاف الفلسطينيين. اللقاء الذي أثار اهتمام الإعلام العالمي، سلط الضوء على الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين في غزة، وكذلك على الدور الذي يلعبه الإعلام في فضح الانتهاكات الدولية.
أثناء كلمة الترحيب، قدمت مادوكس هرتسوغ على أنه "الرئيس الذي قتل جيشه أكثر من 60 ألف فلسطيني"، في إشارة صريحة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في أكتوبر 2023. وأضافت المذيعة البريطانية:
"الرئيس هرتسوغ الذي يتولى رئاسة الاحتلال منذ 2021، شهدت ولايته الرئاسية الثانية أحداثًا أدت إلى مقتل 60 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال."
كما سلطت مادوكس الضوء على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة القطرية الدوحة بذريعة ملاحقة قادة حركة حماس، مشيرة إلى أن قطر ليست الدولة الوحيدة التي تعرضت لاعتداءات الاحتلال، فقد شملت العدوان مؤخرًا لبنان، سوريا، اليمن، إيران، مصر وتونس.
لم يقتصر نقد المذيعة على الهجمات العسكرية فحسب، بل تطرقت إلى الأزمة الإنسانية في غزة، مؤكدة وجود "مجاعة معلنة أمميًا" بالإضافة إلى اعتداءات المستوطنين التي تتم بتواطؤ رسمي من حكومة الاحتلال، وهو ما يعكس سياسات ممنهجة تجاه الفلسطينيين.
تناولت مادوكس كذلك المواقف الدولية والإدانات الشعبية، مشيرة إلى احتجاجات في شتى أنحاء العالم ضد العدوان الإسرائيلي، وتأكيد المفوضية الأوروبية على نيتها فرض عقوبات على المستوطنين والمتطرفين الذين يشاركون في أعمال العنف، مما يعكس تصاعد الضغوط على الاحتلال دوليًا.
رد فعل هرتسوغ
بدت صورة هرتسوغ محرجة أمام الكاميرات، حيث رفض تصوير الوضع كما قدمته المذيعة، مؤكدًا أنه لا يتفق مع التوصيف الذي قدمته له مادوكس. هذا الموقف أعاد إلى الأذهان حجم الانقسام بين الرواية الإسرائيلية والرأي الدولي حول أحداث غزة، ويبرز دور الإعلام الغربي في فضح الانتهاكات.
منذ أكتوبر 2023، شهدت الأراضي الفلسطينية تصعيدًا عسكريًا واسعًا بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء. العمليات العسكرية المتتالية والهجمات الجوية والاعتداءات على البنى التحتية الحيوية في غزة، أسفرت عن أزمات إنسانية متصاعدة، تشمل نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية. كما ارتفعت وتيرة الاستيطان واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، ما زاد من حدّة التوتر في المنطقة.
اللقاء بين ماريا مادوكس وهرتسوغ يعكس تحول الإعلام إلى منصة لمساءلة المسؤولين عن الانتهاكات الإنسانية، ويبرز الدور الحيوي للصحافة في كشف الحقائق، حتى أمام رؤساء الدول. الموقف الدولي المتزايد ضد الاحتلال، من خلال العقوبات والإدانات، يشير إلى تصاعد الضغوط على إسرائيل للامتثال للقوانين الدولية، بينما يبقى الفلسطينيون ضحايا الصراع المسلح والتجاهل العالمي المستمر لمعاناتهم.
