يتجه الرئيس اللبناني جوزاف عون الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للامم المتحدة والمؤتمر الدولي من اجل التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين. تأتي الزيارة في وقت حساس بالنسبة للبنان، حيث يظل ملف الاعتداءات الاسرائيلية وحصر السلاح بيد الدولة ودعم المؤسسة العسكرية في صدارة اولويات الحكومة اللبنانية.
وفي الوقت نفسه، يواصل حزب الله التمسك بثوابته الدفاعية ويؤكد ان الحوار الوطني هو السبيل الوحيد لوضع استراتيجية دفاعية متكاملة.
زيارة نيويورك واهدافها:
من المتوقع ان يغادر الرئيس عون يوم السبت الى نيويورك، وسيجري خلال زيارته لقاءات مع عدد من قادة الدول ومسؤولين اميركيين، وتركز اللقاءات الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان، والانسحاب من النقاط المحتلة، والافراج عن الاسرى، وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، كما سيؤكد الرئيس ضرورة دعم الجيش اللبناني في مهامه وتأمين انتشار امن في الجنوب.
حصرية السلاح ودعم الجيش:
ستكون حصرية السلاح بيد الدولة من المواضيع المركزية التي سيطرحها الرئيس عون، العملية بدأت في نوفمبر الماضي، ولاسيما في جنوب الليطاني الذي اصبح شبه منزوع السلاح، مع توقع الانتهاء من نزع السلاح بالكامل خلال ثلاثة اشهر، سيشدد عون على اهمية دعم الجيش اللبناني للقيام بالمهام الكبرى الموكلة اليه، مع الاشارة إلى استمرار الاعتداءات الاسرائيلية يعيق استكمال مهام الجيش وانتشاره جنوب البلاد.
المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس من المتوقع ان تشارك في اجتماعات لجنة الاشراف على وقف الاعمال العدائية يوم الاحد في رأس الناقورة، لتعزيز تفعيل عمل اللجنة في ظل استمرار الاعتداءات في الجنوب ومناطق اخرى.
موقف حزب الله:
صرح رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله علي دعموش بتمسك الحزب بسلاح المقاومة ورفض اي محاولات لتجريده او اضعافه، كما يراهن على استسلام المقاومة بالضغوط والتهديدات، محذراً الحكومة من استدراج الجيش لمواجهة المقاومة، موضحاً ان دور الجيش حماية السلم الاهلي وليس مواجهة الشعب اللبناني.
كما اشار دعموش الى الحل الوحيد هو الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية، اي طرح اخر قد يؤدي الى تفكيك قوة لبنان لن يقبل به واضاف ان المقاومة لن تسمح بتحويل لبنان الى كيان ضعيف يخدم اجندات خارجية.
الحوارات الداخلية:
عقد مستشار الرئيس العميد اندريه رحال لقاء مع رئيس كتلة حزب الله البرلمانية النائب محمد رعد، تم خلاله استعراض اخر التطورات المتعلقة بحصرية السلاح وثوابت الحزب، مع الاتفاق على مواصلة الحوار والتفاهم المتبادل.
في المقابل، دعت السفارة الاسترالية مواطنيها الى اعادة النظر في السفر الى لبنان بسبب الوضع الامني غير المستقر والنشاط العسكري ووجود جماعات مسلحة ما يعكس المخاطر المتزايدة في بعض المناطق اللبنانية.
اهمية الحوار الوطني:
تؤكد الاحداث الاخيرة على ضرورة استمرار الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية لضمان وحدة الدولة اللبنانية وحصر السلاح بيدها. كما يشكل دعم الجيش اللبناني وتطوير قدراته الدفاعية خطوة اساسية لحماية الامن الداخلي ومواجهة التهديدات الاسرائيلية وضمان الاستقرار في الجنوب وعموم لبنان.