أزمة السويداء.. خارطة طريق للحل أم تمهيد للتدويل؟

بقلم- سامر عبود

2025.09.18 - 12:18
Facebook Share
طباعة

تطرح خارطة طريق اتفاق السويداء تساؤلات عميقة حول مستقبل الأزمة السورية، إذ كُتبت بروح ومنهجية القرار الأممي 2254، الذي ينصّ على تشكيل هيئة سياسية انتقالية تُمهّد لبناء دولة سورية جديدة تقوم على أسس المواطنة والعدالة والتعددية، بعيدًا عن تعزيز سلطة النظام القائم.

الاتفاق يحمل أبعادًا دولية وإقليمية واضحة، إذ تمثل فيه الولايات المتحدة وإسرائيل الطرف الدولي، فيما يحضر البعد العربي عبر الأردن، أما الجانب السوري فيمثله وزير الخارجية أسعد الشيباني. هذه التركيبة تعكس أن الخطة ليست مجرد تسوية داخلية، بل خطوة نحو تطبيق القرار 2254 بصيغة تمنح المجتمع الدولي وصاية مباشرة على السلطة السورية.

أحد أخطر بنود الاتفاق هو التفاهم الأمني مع إسرائيل برعاية أمريكية، والذي يقضي بجعل ثلاث محافظات سورية في الجنوب مناطق منزوعة السلاح والسيادة، بما يعني عمليًا تقليص سلطة دمشق هناك. كما تنص الخارطة على إنشاء مجلس خاص لمحافظة السويداء يتمتع بحق التفاوض، بما يشبه إدارة ذاتية مستقلة قد تمتد لاحقًا لتطال الساحل وشرق وشمال الفرات.

هذا الطرح واجه رفضًا قاطعًا من الشيخ حكمت الهجري، ما يُنذر بتعقيد إضافي في المشهد السوري، خصوصًا أن الخارطة تتضمن “ألغامًا سياسية” تجعلها قابلة للانفجار في أي لحظة. ويزيد الموقف تعقيدًا إصرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على تمرير الاتفاق الأمني قبل عرض الملف السوري في الأمم المتحدة.

في ظل هذه المعطيات، يُطرح سؤال جوهري: لماذا لا تبادر السلطة السورية إلى صياغة خارطة طريق محلية – سورية – سورية، تُعيد الطمأنينة إلى جسد الوطن الممزق وتُنهي القلق، بدلاً من انتظار مشاريع تدويل تضع البلاد تحت وصاية الخارج؟
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5