الولايات المتحدة تعيد تنظيم فريقها بسوريا

2025.09.18 - 12:05
Facebook Share
طباعة

 ذكرت وكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت مؤخرًا بإعفاء عدد من أبرز دبلوماسييها العاملين في الملف السوري، بالتزامن مع تحركات دبلوماسية تهدف إلى دمج "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في مؤسسات الدولة السورية.


ونقلت الوكالة، اليوم الخميس 18 من أيلول، عن خمسة مصادر مطلعة، أن الإعفاءات جاءت على نحو "مفاجئ وغير طوعي" خلال نهاية الأسبوع الماضي، واستهدفت دبلوماسيين في "المنصة الإقليمية الخاصة بسوريا" (SRP)، وهي البعثة الأمريكية الفعلية إلى سوريا، التي تتخذ من القنصلية الأمريكية في اسطنبول مقرًا لها، وتعمل أيضًا من مواقع أخرى في المنطقة.


وبحسب المصادر، فإن المسؤولين الذين شملتهم الإعفاءات كانوا جميعًا يعملون تحت إشراف المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك. وأشار مصدر دبلوماسي غربي إلى أن الخطوة جاءت جزئيًا نتيجة "تباين في وجهات النظر" بين بعض الموظفين وبراك حول العلاقة بين "قسد" والرئيس السوري أحمد الشرع في المرحلة الانتقالية، لكن وزارة الخارجية الأمريكية لم تعلق على هذه النقطة، ولم يتسن لـ"رويترز" التواصل مباشرة مع براك، الذي يشغل أيضًا منصب سفير واشنطن في تركيا.


من جانبه، قال مصدر دبلوماسي أمريكي لـ"رويترز" إن "عددًا محدودًا" من الموظفين أُبلغوا بانتهاء مهامهم في إطار عملية وصفها بـ "إعادة تنظيم للفريق"، مؤكدًا أن القرار "لا يعكس خلافات سياسية" بين الموظفين وبراك أو البيت الأبيض، ولن يؤثر على السياسة الأمريكية تجاه سوريا.


الضغط على "قسد"
تأتي التحركات الأمريكية في وقت يواصل فيه براك الضغط على "قسد" لتسريع تنفيذ اتفاق 10 آذار مع الرئيس الشرع، والذي يقضي بوضع المناطق التي تسيطر عليها تحت سلطة الدولة ودمج قواتها في الأجهزة الأمنية الوطنية، بحسب ما نقلته "رويترز".


وتظل بعض قيادات "قسد" متحفظة على هذا المسار، لا سيما بعد الأحداث التي شهدتها مناطق الساحل والسويداء خلال العام الحالي. وعلى الرغم من دعم الولايات المتحدة السابق لـ"قسد" في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال فترة حكم رئيس النظام السابق بشار الأسد، فإن "قسد" ترفض الاستسلام للضغوط الأمريكية للاندماج في القوات السورية، وتتمسك بخيار حكم أقل مركزية في مرحلة ما بعد الأسد، بما يسمح لها بالحفاظ على مستوى من الحكم الذاتي الذي اكتسبته خلال سنوات الحرب.


وفي 11 من تموز الماضي، صرح براك بأن "قسد" مشتقة من حزب "العمال الكردستاني"، مؤكدًا أن واشنطن لا تدعم إقامة دولة منفصلة لـ"قسد" أو ما يسمى بـ "كردستان الحرة" في سوريا. وأضاف أن الدعم الأمريكي لـ"قسد" لا يشير إلى إقامة دولة مستقلة أو أية تقسيمات على أسس دينية أو عرقية، مشددًا على أن جميع الأطراف ستكون ضمن هيكل الدولة السورية، التي سيكون لها دستور وبرلمان خاص.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7