لقاء سوري – إسرائيلي في لندن برعاية أميركية
كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن لقاءً جمع الوزير الإسرائيلي ديرمر ووزير الخارجية السوري في لندن، بمشاركة المبعوث الأميركي براك. وأكدت القناة أن الجانب السوري قدّم خلال اجتماع لندن رداً على مقترح الاتفاقية الأمنية، وأن المحادثات شهدت تقدماً.
من جهته، نقلت قناة الجزيرة عن مصدر في الحكومة السورية أن لقاءً جمع بين الشيباني والوزير الإسرائيلي رون ديرمر في لندن لبحث وقف التصعيد. وأضاف المصدر أن اللقاء تناول آليات وقف التصعيد وفق اتفاق عام 1974، مشدداً على أن الوفد السوري أكد أن الأمن الإقليمي لا يتحقق إلا باحترام سيادة سوريا واستقلالها.
وأشار المصدر نفسه إلى أن المقترح السوري يشترط انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها بعد 8 ديسمبر، مؤكداً أن وحدة الأراضي السورية غير قابلة للتجزئة أو المساومة. كما أوضح أن السلام المستدام يتطلب معالجة جذور التوتر في المنطقة، وعلى رأسها الاحتلال، لافتاً إلى أن المقترح السوري يتضمن إعادة انتشار قوات الأمم المتحدة في المنطقة العازلة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الرئيس أحمد الشرع قوله إن المحادثات الأمنية مع إسرائيل قد تؤدي إلى نتائج "في الأيام المقبلة"، مؤكداً أن إسرائيل يجب أن تحترم المجال الجوي السوري ووحدة أراضيه. وأضاف الشرع: "إذا نجح الاتفاق الأمني مع إسرائيل قد نتوصل إلى اتفاقيات أخرى"، مشدداً على أن السلام والتطبيع مع إسرائيل ليسا على الطاولة الآن، وأن واشنطن لا تضغط على دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
وفي السياق ذاته، أفاد مصدر حكومي سوري للتلفزيون العربي بأن الوفد السوري طرح في لقاء لندن مع الجانب الإسرائيلي رؤية لخفض التصعيد ضمن إطار اتفاق 1974. وأوضح المصدر أن الرؤية السورية تضمنت انسحاباً إسرائيلياً من الأراضي التي تم احتلالها بعد 8 ديسمبر، وإعادة انتشار لقوات "الأندوف"، لافتاً إلى أن الوفد السوري تعهّد بضمان أمن الحدود مع الأراضي المحتلة، مقابل وقف التهديدات والتعديات الإسرائيلية على سوريا.
بعد نحو ساعتين من الاعلان عن اللقاء السوري الاسرائيلي في لندن، أفاد مراسل آسيا أن الطيران الحربي الإسرائيلي حلق بشكل استفزازي فوق أجواء دمشق. ويمكن أن يعتبر هذا التحليق رسالة ضغط سياسية وعسكرية من تل أبيب، للتأكيد على استمرار هيمنتها الميدانية رغم المحادثات، ومحاولة اختبار رد الفعل السوري بعد طرح المقترحات، إضافة إلى كونه إشارة للجمهور الداخلي الإسرائيلي بأن الحكومة لم تقدم أي تنازلات، وأن إسرائيل ما زالت تفرض معادلات القوة من السماء فوق العاصمة السورية.
