تعاني الساحة الفنية المصرية فقدان توازن في إشراك المبدعين المخضرمين، وهو ما ظهر جلياً في حالة المخرج جمال عبد الحميد، الذي تعرض مؤخراً لحادث سقوط في منزله أدى إلى إصابته بجرح في الرأس تطلب 15 غرزة، زاد من معاناته النفسية بعد سنوات من الانقطاع عن العمل.
الحادث كشف هشاشة الدعم المقدم للجيل القديم من المخرجين، الذين يعانون من التجاهل المستمر رغم خبراتهم الطويلة ومساهماتهم الكبيرة في صناعة النجوم والأعمال الدرامية الناجحة، الغياب المستمر يعود إلى تغير طواقم الإنتاج وأساليب صناعة الدراما والسينما، ما قلص فرص تقديم أعمال جديدة لهم.
تضع هذه الظاهرة المبدعين المخضرمين أمام تحديات مزدوجة، أولها الحفاظ على مكانتهم الفنية، وثانيها التعامل مع تأثير التجاهل على حالتهم النفسية والاجتماعية، حيث تؤدي الوحدة والإحساس بالتجاهل إلى تفاقم مشاعر الاكتئاب والضغط النفسي.
خبرة عبد الحميد الطويلة في إخراج مسلسلات ناجحة مثل "أرابيسك"، و"ريا وسكينة"، و"زيزينيا"، بالإضافة إلى الفوازير الرمضانية الشهيرة مثل "عالم ورق" و"حاجات ومحتاجات"، تجعل من غيابه خسارة ليس فقط له، بل للساحة الفنية التي تحتاج لتنوع الخبرات ووجود الأجيال السابقة إلى جانب الجديد، ما يوضح الحاجة الملحة لإعادة هيكلة دعم المبدعين المخضرمين ومنحهم فرصاً للاستمرار في تقديم أعمال مؤثرة.