الأميركيون في لبنان: رقابة عسكرية بلا توقف

2025.09.17 - 10:26
Facebook Share
طباعة

 فيما ينشغل الإقليم بتداعيات الاعتداء الإسرائيلي على قطر واستمرار الحرب في غزة، يترقب لبنان مسار التطورات الميدانية جنوباً، حيث يكرّس العدو الإسرائيلي احتلاله ويعزز تحصيناته دون أي ضمانات بشأن خطوته المقبلة. وفي هذا المناخ، تبرز زيارة أميركية لافتة تحمل دلالات عسكرية وأمنية بالغة الأهمية.


زيارة مركّزة على الملف العسكري
كشفت مصادر بارزة أن نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس ستصل إلى بيروت الأحد المقبل، في جولة تنحصر بلقاءات مع قيادات عسكرية وأمنية. ووفق المعلومات، ستشارك أورتاغوس في اجتماع لجنة «الميكانيزم» المقرر الاثنين، لمتابعة آلية تنفيذ خطة الجيش اللبناني المرتبطة بقرار الحكومة حصر السلاح جنوب نهر الليطاني.


المصادر شددت على أن هذه الزيارة تأتي في إطار متابعة واشنطن الحثيثة لكل خطوة يقوم بها الجيش، حيث تصر الإدارة الأميركية على الإشراف المباشر «خطوة بخطوة» للتأكد من غياب أي تأخير أو تهرّب من تنفيذ الالتزامات. وتؤكد أن ملف السلاح لم يُجمّد بعد جلسة 5 أيلول الماضية كما رُوّج، بل ما زال بنداً أساسياً في الأجندة الأميركية تجاه لبنان.


فترة «سماح» مشروطة
المتابعون يرون أن دخول لبنان فترة «سماح» تمتد ثلاثة أشهر لاستكمال مهمة سحب السلاح من جنوب الليطاني، ساهم في خفض التوتر السياسي والأمني الداخلي. لكن هذا الهدوء المؤقت ترافق مع ضغوط اقتصادية خانقة، في وقت تنشغل فيه الحكومة بالتحضير لمؤتمرات الدعم الدولية المنتظرة. ويعتبر مراقبون أن الأميركيين يسعون لاستثمار هذه الهدنة في دفع الجيش نحو تطبيق التزامات ميدانية محددة، مع إبقاء سيف المراقبة الدولية مسلطاً على لبنان.


ملفات موازية في السفارة الأميركية
بالتوازي مع مسار أورتاغوس، يترقب لبنان وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى، خلفاً لليزا جونسون. ومن المنتظر أن يبتّ مجلس الشيوخ تعيينه خلال الأيام المقبلة. غير أن طبيعة مهمته لم تتضح بعد: هل ستقتصر على الدور الدبلوماسي التقليدي أم أنها ستتوسع لتشمل مهام سياسية وأمنية حساسة، ربما بالتكامل مع عمل أورتاغوس أو خلافة بعض مهام المبعوث الأميركي السابق توماس برّاك؟


وبحسب مطّلعين على أجواء السفارة الأميركية، فإن الإدارة في واشنطن تنظر إلى عيسى، ابن الأصول اللبنانية، باعتباره قادراً على فهم تركيبة المجتمع اللبناني وتعقيداته الطائفية والسياسية، وهو ما قد يتيح له بناء شبكة علاقات محلية واسعة تتجاوز الإطار التقليدي للسفارة. ويشير مقربون من برّاك إلى أن واشنطن تسعى لدعم السفير الجديد وتوفير غطاء سياسي له ليكون لاعباً أساسياً في المرحلة المقبلة.


تحمل زيارة مورغان أورتاغوس إلى بيروت إشارات واضحة بأن واشنطن لن تكتفي بمتابعة بعيدة لما يجري في لبنان، بل تفضّل الإشراف المباشر على تنفيذ الخطط العسكرية والأمنية. ومع وصول السفير الجديد ميشال عيسى، يبدو أن الولايات المتحدة تعيد رسم حضورها في لبنان بخطوط أوضح وأكثر تدخلاً، على إيقاع استحقاقات أمنية وسياسية لا تزال مفتوحة جنوباً وداخلياً.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4