الجنوب السوري بين الانسحابات والتسويات

2025.09.17 - 10:06
Facebook Share
طباعة

 أفادت مصادر عسكرية ودبلوماسية في دمشق بأن القوات السورية سحبت أسلحتها الثقيلة من مناطق جنوب البلاد، في خطوة تأتي بعد ضغوط إسرائيلية ومباحثات غير مباشرة تحولت لاحقًا إلى لقاءات مباشرة بين الجانبين.


وقال مسؤول عسكري سوري، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن عملية سحب الأسلحة الثقيلة بدأت قبل نحو شهرين، أي عقب أحداث العنف التي شهدتها محافظة السويداء، مشيرًا إلى أن الانسحاب شمل مناطق عدة وصولًا إلى مسافة تقارب عشرة كيلومترات جنوب العاصمة دمشق. وأضاف أن القرار جاء في أعقاب استهدافات إسرائيلية متكررة طالت مواقع رسمية في دمشق وآليات عسكرية حكومية انتشرت في السويداء.


من جهته، أكد مصدر دبلوماسي في دمشق أن عملية إعادة الانتشار العسكري تندرج ضمن تفاهمات غير معلنة يجري بحثها منذ أشهر بين سوريا وإسرائيل، بدعم من أطراف إقليمية ودولية.


وتشير المعلومات إلى أن المفاوضات بدأت بإعلان الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع في أيار الماضي من باريس، عقب لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن وجود مباحثات غير مباشرة بين دمشق وتل أبيب. وسرعان ما تطورت تلك المباحثات إلى لقاءات مباشرة عُقدت في أذربيجان بوساطة تركية–قطرية–إماراتية، تركزت حول مقترح إنشاء مناطق منزوعة السلاح في الجنوب مقابل انسحاب إسرائيل من بعض المناطق الحدودية وتسليمها إلى دمشق.


لاحقًا، توالت الاجتماعات في باريس برعاية أميركية، حيث ناقشت الأطراف مسألة التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري، والأوضاع الأمنية في السويداء، والتدخل الإسرائيلي فيها. كما شملت النقاشات استعداد دمشق للعودة إلى اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، بما يعكس رغبة في إعادة صياغة الترتيبات الأمنية على الحدود الجنوبية.


هذه التطورات تعكس مشهدًا متغيرًا في الجنوب السوري، حيث يتداخل العامل العسكري مع المسار التفاوضي، وسط مراقبة دولية حثيثة لاحتمالات نجاح التسويات أو انفجار جولة جديدة من التوترات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 3