ما وراء تجدد التوترات على مياه النيل وأزمة سد النهضة

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.17 - 12:32
Facebook Share
طباعة

مع تصاعد ازمة سد النهضة الاثيوبي تتجلى المياه كمحور صراع حيوي يحدد مستقبل الامن القومي لمصر ويكشف هشاشة التوازن بين التنمية الاقليمية وحقوق الدولة التاريخية في نهر النيل.
القاهرة ترى ان اي تهديد لحصتها المائية يمثل خطر مباشر على الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي والسياسي، في حين تحاول اثيوبيا المضي قدما في مشروعها الطموح لتوليد الكهرباء والتنمية الاقتصادية.

مصر ترد حماية الحقوق المائية اولوية استراتيجية:

اكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ان قضية المياه ليست مجرد ملف سياسي بل مسألة وجودية تتعلق بحياة الملايين، ونفى خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف اي دور لمصر في عرقلة مشروعات تنموية لدول حوض النيل موضحاً ان القاهرة تدعم التنمية الاقليمية لكنها مصممة على حماية حصتها التاريخية.

مدبولي اوضح ان مصر سعت لسنوات للتوصل الى اتفاق ملزم مع اثيوبيا حول ملء وتشغيل سد النهضة لكن تعثر المفاوضات دفع الدولة المصرية الى اعتماد خطط احترازية تشمل ترشيد الاستهلاك وتوسيع مشروعات التحلية لمواجهة اي ازمات محتملة.

المخاطر المتصاعدة الجفاف والامن القومي:

يستمد نحو 97 من الموارد المائية لمصر من نهر النيل ويشكل نصيبها المحدد وفق اتفاقية 1959 مع السودان حوالي 55.5 مليار متر مكعب سنويا موزعة بين الزراعة والشرب والصناعة، ومع اعتماد الاقتصاد المصري بشكل كبير على الزراعة فان اي انخفاض في تدفق مياه النيل يمكن ان يخلق ازمات زراعية واجتماعية واسعة النطاق.

سد النهضة الاكبر في افريقيا بسعة 6450 ميغاواط يثير المخاوف ليس فقط على تدفق المياه بل على توازن القوى الاقليمية حيث يساهم النيل الازرق بحوالي 60 من المياه المتجهة الى مصر، على مدى اكثر من عقد جرت مفاوضات ثلاثية بين مصر والسودان واثيوبيا برعاية الاتحاد الافريقي لكنها تعثرت مرارا بسبب الخلافات حول جداول الملء واجراءات الطوارئ في حالات الجفاف.

التوازن بين التعاون والتنمية:

على الرغم من الخلافات تؤكد مصر استمرار دعمها لمبادرات التنمية في دول حوض النيل مع التركيز على التعاون الزراعي والطاقة المشتركة بما في ذلك مشاريع الربط الكهربائي مع السودان.
ومع ذلك تبقى القاهرة مصرة على ان اي مشروع تنموي يجب الا يؤثر سلبا على حصتها التاريخية من المياه وهو ما يجعل الملف الحالي نقطة اختبار لنجاح الدبلوماسية المصرية وقدرتها على ضمان امنها المائي في مواجهة التحديات الاقليمية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9