إسرائيل تحت العقوبات الأوروبية: ما الأسباب ؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.16 - 04:16
Facebook Share
طباعة

في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب حرب غزة، اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة نوعية بفرض عقوبات جديدة، في مؤشر على تحول ملحوظ في مقاربة بروكسل للأزمة.
هذا القرار لم يأتِ بمعزل عن تراكمات سياسية وإنسانية، بل يعكس ضغوطاً داخلية أوروبية متنامية، إلى جانب تزايد المخاوف من أن تؤدي العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى انفجار أوسع يهدد الاستقرار الإقليمي.

تفاصيل الحزمة الجديدة والإجراءات المرتقبة:

بحسب المتحدثة باسم المفوضية، فإن الحزمة ستشمل تعليق بعض الامتيازات التجارية الواردة في الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.
هذا التوجه، وإن بدا رمزياً في بعض جوانبه، إلا أنه يعكس استعداداً سياسياً لكسر الخطوط الحمراء التي تجنبتها المؤسسات الأوروبية طويلاً، ويفتح الباب أمام خطوات اقتصادية ودبلوماسية أوسع في حال استمر التصعيد.

الموقف البريطاني وتشديد الانتقادات:

تزامن الموقف الأوروبي مع تصعيد غير مسبوق في لهجة المسؤولين البريطانيين، فقد وصفت وزيرة الخارجية إيفيت كوبر الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه "مروع وشديد التهور"، بينما دعا وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر إلى وقف العملية فوراً.
هذه التصريحات تضيف بعداً جديداً للضغوط الغربية، وتؤشر إلى احتمال تنسيق أكبر بين العواصم الأوروبية في مواجهة سياسات تل أبيب.

ضغوط داخلية أوروبية وحسابات السياسة:

التحرك لا يمكن فصله عن الضغوط الداخلية المتزايدة على الحكومات من قبل الرأي العام ومنظمات حقوق الإنسان.
صور الدمار في غزة، وأرقام الضحايا المدنيين، خلقت حالة غضب شعبي دفعت بعض الحكومات لتبني مواقف أكثر صرامة خشية فقدان شرعيتها أمام الناخبين.
في المقابل، لا تزال بعض العواصم حذرة من المضي بعيداً في مواجهة إسرائيل لما لذلك من تبعات سياسية وأمنية.

الرهان الإسرائيلي على الغطاء الأميركي:

من جانبها، تراهن إسرائيل على الدعم الأميركي لتخفيف وقع هذه العقوبات المحتملة، لكن الموقف الأوروبي يرسل إشارة مقلقة لتل أبيب مفادها أن عزلتها الدولية قد تتوسع، وأن قدرتها على المناورة باتت أضيق مما كانت عليه في جولات سابقة من الصراع.

بين العقوبات والإدانة الحقوقية: عزلة متصاعدة

لا تأتي العقوبات بمعزل عن المسار الدولي الأوسع الذي يشمل تقارير حقوقية أممية تتهم إسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
ومع تراكم هذه الضغوط، يصبح من الصعب على تل أبيب أن تواصل الحرب دون تكلفة سياسية متزايدة.

السيناريوهات المحتملة لمسار الضغوط الدولية:

من المرجح أن تشكل هذه العقوبات بداية سلسلة خطوات تصعيدية أوروبية في حال استمر الوضع على ما هو عليه. قد تشمل مستقبلاً مراجعة أوسع للعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، أو الدفع داخل مجلس الأمن لمزيد من العزلة السياسية لإسرائيل.
وفي المقابل، يبقى موقف الولايات المتحدة عاملاً حاسماً قد يحدد سقف هذه الضغوط وفعاليتها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9