نتنياهو يكشف: أجهزتكم الطبية والغذائية تحمل بصمة إسرائيلية

2025.09.16 - 09:48
Facebook Share
طباعة

في تصريحات تصدم الرأي العام، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعلن بفخر غير مسبوق أن كل ما نستخدمه تقريبًا في حياتنا اليومية، من الأدوية إلى المواد الغذائية، بل وحتى الأجهزة الإلكترونية، يحمل بصمة إسرائيلية. كلام نتنياهو لم يكن مجرد فخر وطني، بل إعلان صريح عن قدرة إسرائيل على التغلغل في تفاصيل حياة ملايين البشر حول العالم، حتى في أصغر الأشياء التي نأخذها كأمر مسلم به.

وفي لقائه وفد الكونغرس الأمريكي في القدس، لم يتردد نتنياهو في التأكيد أن الهواتف المحمولة والأدوية والطماطم وحتى الأطعمة المصنعة، مصادرها إسرائيلية بشكل مباشر أو غير مباشر. وهو بذلك لم يكتف بالتباهي بتفوق بلاده الصناعي والتكنولوجي، بل أراد إرسال رسالة واضحة بأن إسرائيل قادرة على الاستقلالية الكاملة عن أي مورد خارجي، وأن أي محاولات لحرمانها من مواد أساسية ستفشل.

 

إسرائيل بين الابتكار والسيطرة على الحياة اليومية

تأتي تصريحات نتنياهو في وقت يشهد فيه العالم أزمات متتالية على صعيد التكنولوجيا والدواء والغذاء، ما يجعل قدرته على التحكم في هذه القطاعات الحيوية أداة ضغط استراتيجية. وأوضح نتنياهو أن الفوائد التي يحصل عليها العالم، وخصوصًا الولايات المتحدة، من التكنولوجيا والمنتجات الإسرائيلية كبيرة ولا يمكن تجاهلها، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من المعلومات الاستخباراتية التي تعتمد عليها واشنطن مصدرها إسرائيل، وأنظمة الأسلحة الإسرائيلية تُشارك معها أيضًا.

كما شدد على قدرة بلاده على تجاوز العقبات التي فرضتها بعض الدول، مثل وقف شحنات مكونات الأسلحة، مؤكدًا أن إسرائيل تمتلك القدرة على الاستمرار والتفوق في جميع المجالات، سواء العسكرية أو المدنية، وأنها تعتمد على نفسها قبل أي طرف آخر.

 

من البيجر إلى الهاتف المحمول: تغلغل إسرائيلي عالمي

لم يقتصر حديث نتنياهو على المنتجات العسكرية أو المعلومات الاستخباراتية، بل أشار إلى حضور إسرائيل في أبسط تفاصيل الحياة اليومية للملايين حول العالم. وقال: "هل لديكم هواتف محمولة؟ أنتم تحملون قطعة من إسرائيل بين أيديكم." وأضاف أن الكثير من الأدوية والمواد الغذائية مثل الطماطم الكرزية مصدرها إسرائيل، في تأكيد على أن المنتجات الإسرائيلية تمثل إسهامات للحياة اليومية للإنسانية، في وقت تغيب فيه أي مساءلة عن السياسات العدوانية للدولة المحتلة.

ويرى خبراء أن هذا الخطاب ليس مجرد فخر صناعي، بل رسالة سياسية مبطنة للعالم مفادها أن إسرائيل أصبحت دولة قادرة على توسيع نفوذها الاقتصادي والتكنولوجي عالميًا، مهما كانت القيود أو العقوبات الدولية.

 

استراتيجية الاستقلال والتحدي الأوروبي

لم يغفل نتنياهو الإشارة إلى البعد السياسي والاقتصادي لسياسة بلاده، موضحًا أن إسرائيل تسعى لتحقيق استقلالية استراتيجية كاملة عن الموردين الأجانب، وقال: "في نهاية المطاف سنحقق الاستقلال الذي نحتاجه، حتى لا ينجح من في أوروبا الغربية ممن يظنون أنهم قادرون على حرماننا مما نحتاجه."

وأضاف أن بلاده قادرة على كسر أي حصار أو قيود تُفرض عليها، مؤكداً أن التقنيات والإنتاج المحلي ستضمن استمرارية إسرائيل في جميع المجالات الحيوية، من التكنولوجيا إلى الأسلحة والأدوية والغذاء، وهو ما يضعها في موقع قوة على الصعيدين السياسي والاقتصادي رغم الضغوط الدولية.

 


إسرائيل ودورها العالمي.. رسالة استفزازية

تصريحات نتنياهو ليست مجرد مدح لإنجازات بلاده، بل تشكّل رسالة استفزازية للعالم بأن إسرائيل أصبحت لاعبًا محوريًا في مجالات الابتكار والاستخبارات والتصنيع، وأن منتجاتها تصل إلى أيدي الملايين حتى في أبسط التفاصيل اليومية. ويشير محللون إلى أن خطاب نتنياهو يعكس رغبة واضحة في تعزيز صورة إسرائيل كدولة قوية، متقدمة، ومستقلة تقنيًا واقتصاديًا، مهما كانت الانتقادات الدولية والضغوط على سياساتها العدوانية.

ويضيف الخبراء أن تغلغل إسرائيل في الصناعات الحيوية حول العالم يشكل عنصرًا من عناصر نفوذها الاستراتيجي، ويضع الحكومات أمام حقيقة صادمة: أن الدولة المحتلة أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية بطريقة لا يمكن تجاهلها، حتى في الهواتف المحمولة والطعام والدواء.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10