هدية قطر لترامب تدخل ورشة سرية.. طائرة رئاسية أم منصة تنفيذية؟

2025.09.16 - 09:40
Facebook Share
طباعة

دخلت طائرة بوينغ 747 التي تبرعت بها قطر إلى الولايات المتحدة في ورشة سرية تابعة لسلاح الجو الأمريكي، في مشروع وصفته المصادر العسكرية بأنه "دعم النقل التنفيذي"، أي تخصيص الطائرة لنقل كبار المسؤولين والشخصيات الرسمية الأمريكية. وتأتي هذه العملية في إطار نادر من نوعه، حيث تُحوَّل طائرة مقدمة من دولة أجنبية، حتى لو كانت حليفة، إلى منصة آمنة ومجهزة بأعلى مستويات الحماية التقنية، في خطوة تعكس التوازن الحذر بين الدبلوماسية والهواجس الأمنية الأمريكية.

 


إعادة بناء شبه كاملة.. ليست مجرد ترميم

توضح المصادر العسكرية أن عملية تجهيز الطائرة تتجاوز أي تعديل شكلي أو ترميم سطحي، لتصبح عملية إعادة بناء شبه كاملة تشمل تفكيك الطائرة بالكامل تقريبًا. وتشمل الخطوات إزالة جميع الأنظمة الإلكترونية والهيكلية الداخلية القديمة، وتركيب أجهزة اتصالات ودفاع متطورة، بحيث تكون خالية تمامًا من أي ثغرات محتملة أو أجهزة تجسس يمكن أن تؤثر على أمن القادة الأمريكيين أثناء السفر.

وأكد متحدث باسم القوات الجوية أن التفاصيل المتعلقة بالشركة المنفذة، والجدول الزمني الدقيق، وطبيعة الأنظمة المزمع تركيبها، كلها مصنفة ضمن أعلى درجات السرية. ويشير هذا المستوى من الحذر إلى حساسية المشروع الشديدة، خصوصًا مع كونه يعتمد على طائرة مقدمة من دولة أجنبية، ما يجعل أي خطأ محتمل أمرًا غير مقبول على الإطلاق.


---

ترامب أرادها.. والقرار النهائي معلق

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعرب عن رغبته في تحويل الطائرة القطرية إلى طائرته الرئاسية الجديدة، إلا أن القرار الرسمي لم يُتخذ بعد. وحتى الآن، تبقى الطائرة مخصصة رسميًا لـ "دعم النقل التنفيذي"، وهو مصطلح يشمل نقل نائب الرئيس، الوزراء، وكبار القادة العسكريين خلال مهام رسمية وعاجلة.

وتشير المصادر العسكرية إلى أن تعديل الطائرة بهذا الشكل يتيح استخدامًا مرنًا للقيادة الأمريكية العليا، مع ضمان أعلى مستويات الحماية، ما يجعلها أداة استراتيجية متعددة الاستخدامات بدلًا من مجرد وسيلة نقل فاخرة.

 


جدل سياسي وأمني في الكونغرس

أثارت الطائرة هدية قطرية جدلًا واسعًا في أروقة البنتاغون والكونغرس، بين الجمهوريين والديمقراطيين، حول مدى الثقة في جهاز نقل مقدّم من دولة أجنبية، حتى لو كانت حليفة. ويشير خبراء في الأمن العسكري إلى أن هذا الجدل يعكس القلق الدائم بشأن الأجهزة والأنظمة القادمة من خارج الولايات المتحدة، خصوصًا تلك المستخدمة لنقل القادة في مهام حساسة.

ويضيف مسؤولون أن التدقيق الأمني يشمل كل زاوية من زوايا الطائرة، بدءًا من المواد المستخدمة في الهياكل الداخلية وصولًا إلى شبكات الاتصال الداخلية، لضمان عدم وجود أي تهديد محتمل يمكن أن يُستغل ضد القادة الأمريكيين.

 


التكلفة والمدة.. الملايين والسنوات

صرّح وزير القوات الجوية تروي مينك أن التكلفة المتوقعة للمشروع أقل من 400 مليون دولار، وهو مبلغ يُعد أقل بكثير من تكلفة اقتناء طائرة رئاسية جديدة بالكامل. وتشير التقديرات العسكرية إلى أن عملية تعديل الطائرة قد تستغرق عدة أشهر إلى عامين، بحسب تعقيدات التعديلات الأمنية والتقنية العالية.

ويعكس هذا الجدول الزمني الطويل درجة التعقيد الاستثنائية في المشروع، حيث يتطلب دمج الطائرة ضمن منظومة النقل التنفيذي الأمريكية مراقبة دقيقة لكل عنصر من عناصر الطائرة، لضمان عدم حدوث أي خلل يمكن أن يهدد سلامة كبار المسؤولين.

 


الهدايا الدبلوماسية والأبعاد الأمنية

تعد هذه الطائرة مثالًا نادرًا على تقديم هدية عسكرية من دولة حليفة لمسؤول أمريكي بارز، ما يسلط الضوء على الديناميات السياسية المعقدة بين واشنطن ودول الخليج. ويؤكد محللون أن مثل هذه الهدايا، رغم ما تحمله من رمزية سياسية ودبلوماسية، تخضع لأعلى درجات التدقيق والمراجعة قبل أن تتحول إلى أدوات عملية يمكن استخدامها في نقل كبار المسؤولين.

ويضيف المحللون أن الاهتمام الأمني المكثف يعكس الطبيعة الحساسة للعلاقات الأمريكية الخليجية، حيث يجب موازنة الرمزية السياسية للهدية مع المخاطر الأمنية المحتملة، لضمان حماية القيادات الأمريكية وعدم تعريضها لأي تهديد قد ينبثق عن الأجهزة أو الأنظمة المستوردة من الخارج.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2