من القمم إلى الركام.. غزة تدفع ثمن البيانات العربية العاجزة

2025.09.16 - 09:32
Facebook Share
طباعة

لم تكد كلمات القمة العربية الأخيرة تُطوى حتى جاء الرد الإسرائيلي مدويًا، عبر واحدة من أعنف موجات الغارات الجوية على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب. دوّت الانفجارات في سماء القطاع بلا توقف، وارتجّت المباني تحت قوة القصف، حتى أن أصداء الضربات سُمعت في تل أبيب، وهو أمر نادر الحدوث في المعارك مع غزة. المشهد كان بمثابة إعلان صريح أن إسرائيل لا تكتفي بتجاهل المواقف العربية، بل تتعمد تحطيم رمزية القمم عبر تصعيد دموي يفرض معادلتها بالنار.

غارات شاملة.. أهداف عسكرية ومدنية في مرمى النار

لم تقتصر الضربات الإسرائيلية على أهداف محددة بعينها، بل اتخذت طابع "الغارات الشاملة" التي لم تترك شبرًا في قطاع غزة إلا وطالته النيران. على مدى ساعات متواصلة، حلق الطيران الحربي الإسرائيلي بكثافة غير مسبوقة، ينفذ ضربات متزامنة وموزعة في الشمال والوسط والجنوب، فيما شاركت المدفعية من خلف الحدود في قصف عشوائي حوّل القطاع إلى ما يشبه كتلة لهب.

الشمال تحت القصف.. انهيار أبراج ومجازر سكنية

في شمال القطاع، ركزت المقاتلات غاراتها على بيت حانون وبيت لاهيا، حيث الكثافة السكانية الأعلى والأحياء الضيقة التي لا تحتمل أي ضربات. الصواريخ الإسرائيلية دمرت بنايات سكنية كاملة، انهارت فوق رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى مجازر بشرية وسط عائلات كاملة. شهود عيان تحدثوا عن مشاهد مروعة، جثث تحت الركام ونداءات استغاثة عاجزة عن الوصول إلى فرق الإنقاذ بسبب استمرار القصف.

الوسط في مرمى النيران.. قصف مواقع وأحياء مكتظة

لم ينجُ وسط القطاع من التصعيد. الطائرات الإسرائيلية قصفت ما قيل إنها مواقع للفصائل المسلحة، لكنها سرعان ما وسعت نطاق الهجمات إلى مناطق آهلة بالسكان. الغارات حولت شوارع كاملة إلى ركام، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. السكان أكدوا أن ما جرى لم يكن استهدافًا عسكريًا بقدر ما كان "إبادة جماعية" تضرب المدنيين بلا تمييز.

الجنوب يشتعل.. رفح وخان يونس تحت النار

في الجنوب، شهدت مدينتا رفح وخان يونس قصفًا متزامنًا، استهدف البنية التحتية الحيوية. شبكات المياه والكهرباء تعرضت لتدمير واسع، ما عمّق من معاناة مئات الآلاف من النازحين المتكدسين أصلاً في هذه المناطق. الطرق الرئيسية قطعت بفعل الغارات، ما أعاق حركة الإسعاف والدفاع المدني، وجعل الجنوب في عزلة شبه كاملة عن بقية القطاع.

حدود غزة تتحول إلى جبهة مفتوحة

إلى جانب الغارات الجوية، فتحت المدفعية الإسرائيلية نيرانها الكثيفة على طول تخوم غزة، في مشهد أعاد إلى الأذهان صور الحروب الشاملة. أصوات القصف المدفعي تواصلت بلا توقف، لتؤكد أن إسرائيل أرادت جعل الحدود بأكملها جبهة مفتوحة لإبادة نارية، تعجز المقاومة والسكان على حد سواء عن احتوائها أو الصمود في وجهها.

أصوات الانفجارات ترتدّ إلى تل أبيب

لم يكن وقع الغارات مقتصرًا على غزة وحدها، بل ارتدّ صداها إلى عمق الداخل الإسرائيلي. شدّة الانفجارات المتلاحقة جعلت دويها يتردد في المستوطنات المحيطة بالقطاع، وصولًا إلى تل أبيب نفسها. سكان العاصمة الإسرائيلية أفادوا عبر وسائل الإعلام العبرية بأنهم عاشوا ليلة غير مألوفة، أصوات الانفجارات كانت تسمع وكأنها تقع في الجوار المباشر، ما أثار موجة قلق واضطراب بين المستوطنين.

"ليلة البركان" كما يصفها الإعلام العبري

القنوات الإسرائيلية لم تتردد في وصف ما جرى بـ"ليلة البركان"، في إشارة إلى حجم الصوت الذي اخترق صمت المدن الإسرائيلية الكبرى. المراسلون تحدثوا عن مشهد استثنائي، إذ لم يقتصر الخوف على سكان غلاف غزة المعتادين على أصوات الانفجارات، بل وصل إلى قلب المركز الاقتصادي والسياسي لإسرائيل، وهو ما ضاعف من أثر العملية.

الأهداف النفسية والسياسية للغارات

تحليلات عسكرية إسرائيلية أكدت أن الهدف من هذه الغارات لم يكن عسكريًا بحتًا. فالقصف المكثف الذي يطال المدنيين والبنية التحتية في غزة، يقابله تأثير نفسي على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. أرادت الحكومة أن تبعث برسالة مزدوجة: طمأنة المستوطنين بأن الجيش يمسك بزمام المبادرة ويضرب بلا قيود، وإظهار صورة "التفوق والهيبة" أمام العالم العربي الذي اكتفى ببيانات سياسية عقيمة في القمة الأخيرة.

هيبة الردع الإسرائيلية.. القوة بدل الدبلوماسية

بهذا الشكل، تواصل إسرائيل استخدام القوة المفرطة كأداة سياسية، تتجاوز بعدها العسكري. فكلما شعرت بتراجع هيبتها أمام خصومها أو حلفائها، لجأت إلى "الضربة الساحقة" التي تُظهر قدرتها على التحكم بالميدان. هذا النمط المتكرر يكشف أن تل أبيب تعتمد على معادلة الردع بالنار أكثر من اعتمادها على أي مسار دبلوماسي، ما يجعل كل تصعيد ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل عرضًا للقوة يراد منه تكريس صورة إسرائيل كقوة لا تُقهر.

توقيت التصعيد.. إسقاط هيبة القمم العربية

لم يكن اختيار توقيت هذا التصعيد الإسرائيلي وليد الصدفة، بل جاء محسوبًا بدقة في أعقاب القمة العربية الأخيرة التي حاولت إظهار قدر من التضامن السياسي مع القضية الفلسطينية. فبعد ساعات قليلة من صدور بيانات الزعماء العرب التي دعت للوحدة والدعم، جاء القصف الإسرائيلي المكثف كصفعة مباشرة لتلك الخطابات، كأن تل أبيب أرادت أن تقول بوضوح إن الكلمات لا تساوي شيئًا أمام القوة الصلبة.

رسالة مباشرة إلى العواصم العربية

الرسالة الإسرائيلية كانت واضحة: القرارات والبيانات التي تخرج من القمم لا تغير شيئًا في الميدان، ومن يملك القوة العسكرية هو وحده القادر على فرض الوقائع. بهذا المعنى، لم يكن القصف مجرد عملية عسكرية، بل استعراضًا سياسيًا أُريد له أن يحطم هيبة ما تبقى من صورة العمل العربي المشترك.

غطاء أميركي وغربي يوفر الحصانة

ما منح إسرائيل الجرأة على هذا التصعيد، هو الدعم الأميركي والغربي الضمني. فواشنطن وشركاؤها في أوروبا لم يكتفوا بالصمت، بل وفروا الغطاء السياسي والإعلامي الذي يضمن استمرار القصف دون خشية من أي عقوبات أو ضغوط حقيقية. هذه الحصانة سمحت لتل أبيب أن تضرب بلا حساب، وهي مطمئنة أن أي انتقادات ستبقى في حدود المواقف الإعلامية والدبلوماسية غير المؤثرة.

تحويل مخرجات القمة إلى بيانات عاجزة

في نهاية المطاف، نجحت إسرائيل عبر هذا التصعيد في تقويض ما خرجت به القمة من رسائل تضامن، إذ تحولت قراراتها إلى مجرد بيانات عاجزة لا تجد طريقها إلى التنفيذ. وبينما اكتفى القادة العرب بالكلمات، أثبتت إسرائيل مجددًا أن "من يملك القوة هو من يفرض المعادلة"، وأن الميدان يظل الفيصل مهما علت أصوات الخطب السياسية.

كارثة إنسانية متجددة.. غزة على حافة الانهيار

لم تقتصر تداعيات الغارات الإسرائيلية الأخيرة على البعد العسكري والسياسي فحسب، بل امتدت لتعمّق الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة منذ سنوات الحصار الطويل. فالقصف الكثيف لم يترك مجالًا لالتقاط الأنفاس، وأعاد القطاع إلى نقطة الصفر، حيث كل مقومات الحياة مهددة بالانهيار.

المستشفيات عاجزة أمام سيل الجرحى

مع بدء الغارات، رفعت المستشفيات حالة الطوارئ القصوى، لكن سرعان ما تجاوز عدد الجرحى قدرتها الاستيعابية. ممرات الطوارئ امتلأت بالمصابين، فيما الأطباء يعملون تحت ضغط هائل وبإمكانات شبه معدومة. النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية جعل الكثير من العمليات تُجرى في ظروف بدائية، وبعض الجرحى تُركوا لساعات دون علاج بسبب نفاد الإمكانيات. أصوات الاستغاثة تعكس أن النظام الصحي في غزة يترنح على حافة الانهيار.

نزوح داخلي يفاقم المأساة

الآلاف من العائلات اضطرت لترك منازلها المدمرة أو المهددة بالانهيار، لتلتحق بموجات النزوح الداخلي التي لم تتوقف منذ بداية العدوان. المدارس والمساجد تحولت إلى ملاجئ مؤقتة مكتظة، بلا أدنى مقومات للعيش. الأطفال والنساء باتوا يعيشون في ظروف مأساوية، تضيف فصولًا جديدة إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ القطاع.

بنية تحتية مشلولة بالكامل

الغارات استهدفت شبكات الكهرباء والمياه، ما جعل الحياة اليومية داخل غزة شبه مستحيلة. انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وتعطل محطات الضخ، جعل الحصول على مياه الشرب تحديًا يوميًا. الطرق الرئيسية التي تربط بين المدن والمخيمات دُمرت جزئيًا أو كليًا، ما صعّب وصول المساعدات الإنسانية وأعاق حركة سيارات الإسعاف. بهذا الشكل، لم يعد الدمار مقتصرًا على المباني، بل طال أعصاب الحياة اليومية بأكملها.

تحذيرات دولية من الوصول إلى "النقطة الحرجة"

وكالات الإغاثة الدولية لم تتأخر في إطلاق تحذيرات عاجلة، مؤكدة أن الوضع الإنساني يقترب بسرعة من "النقطة الحرجة". فالقطاع الطبي لم يعد قادرًا على الصمود، والخدمات الأساسية على وشك الانهيار التام. المنظمات الإنسانية شددت على أن استمرار القصف بهذا الحجم سيدفع غزة إلى كارثة غير مسبوقة، حيث ينهار كل ما تبقى من مقومات الحياة، وتغدو الكارثة أكبر من قدرة أي جهة محلية أو إقليمية على احتوائها.

الموقف الفلسطيني.. صمود رغم الجراح

رغم حجم الدمار والخسائر البشرية التي خلّفتها الغارات الإسرائيلية، لا تزال الفصائل الفلسطينية تعلن تمسكها بخيارات المقاومة والرد. البيانات الصادرة من غزة تعكس خطابًا موحدًا يقوم على فكرة أن استهداف المدنيين والبنية التحتية لن يفل من عزيمة الشعب، ولن يغير من مسار الصراع الذي بات يُعرّف بأنه "معركة الإرادة" قبل أن يكون مواجهة عسكرية تقليدية.

المقاومة.. التصعيد لتعويض الإخفاقات الإسرائيلية

مصادر في صفوف المقاومة أكدت أن إسرائيل تلجأ إلى هذا التصعيد المفرط في القصف لتعويض إخفاقاتها الاستخبارية والعسكرية. فعدم قدرتها على توجيه ضربات نوعية ضد قيادات الفصائل أو بنيتها العسكرية الصلبة يدفعها إلى توجيه النار نحو المدنيين، في محاولة لكسر الحاضنة الشعبية. لكن المقاومة ترى أن هذا السلوك يزيد من اتساع الفجوة بين إسرائيل والشارع الفلسطيني، ويعزز من شرعية استمرار الكفاح المسلح.

معركة الإرادة.. من الصمود إلى الرسالة السياسية

الخطاب الفلسطيني الداخلي يتحدث بإصرار عن أن "معركة الإرادة" مستمرة، وأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الصمود وإفشال أهداف العدو. فالمجازر، مهما بلغت بشاعتها، لم تؤدِّ إلى تراجع الروح المعنوية، بل زادت من قناعة الفلسطينيين بأن المعركة طويلة وأن الثمن، مهما كان قاسيًا، لن يُقارن بخسارة الهوية أو الأرض.

التحدي الاستراتيجي للفصائل

في المقابل، يلفت محللون إلى أن الفصائل الفلسطينية تواجه تحديًا استراتيجيًا غير مسبوق: كيف تحافظ على قدرتها على الردع في ظل الضغط الهائل على المدنيين والبنية التحتية؟ فكلما تصاعدت وتيرة القصف، ازداد العبء على المقاومة في موازنة ضرباتها مع الحفاظ على الجبهة الداخلية. التحدي لا يقتصر على إدارة العمليات العسكرية، بل يمتد إلى إدارة المعركة سياسيًا وإعلاميًا، بحيث تُثبت الفصائل أنها قادرة على الصمود وتوجيه رسائل ردع رغم كل محاولات العدو لعزلها وإضعافها.

رسائل إقليمية ودولية.. صمت يغطي التصعيد

على الرغم من الحدة غير المسبوقة للغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، جاءت الردود العربية والدولية خافتة، ولم ترتقِ إلى مستوى الكارثة الإنسانية والسياسية التي خلفتها الضربات. بيانات الاستنكار والشجب لم تتجاوز حدود الكلمات، فيما الإجراءات العملية، سواء دبلوماسية أو عسكرية، كانت شبه معدومة، مما أعطى إسرائيل شعورًا بالحرية التامة للتحرك دون أي ضغوط حقيقية.

الموقف العربي.. بيانات بلا تأثير

العواصم العربية اكتفت غالبًا بإصدار بيانات شجب عامة، دون اتخاذ أي خطوات ملموسة لوقف القصف أو تقديم دعم مباشر للقطاع. هذا الصمت الفعلي كشف مرة أخرى عن محدودية قدرة القمم العربية على التأثير في الميدان، وجعل القضية الفلسطينية تواجه تحديًا مزدوجًا: التصعيد العسكري الإسرائيلي من جهة، والجمود السياسي العربي من جهة أخرى.

الموقف الغربي.. دعم ضمني لإسرائيل

على الجانب الغربي، كان الموقف متجانسًا مع الخطاب الأمريكي بشكل خاص، حيث اكتفى المسؤولون بترديد شعارات "حق الدفاع عن النفس" دون أي تهديد فعلي لوقف العمليات أو فرض عقوبات. هذا الدعم الضمني منح إسرائيل مساحة أكبر للتحرك بحرية، وأكد استمرار التفوق الأمريكي الإسرائيلي في إدارة ملف الصراع دون أي تدخل جاد من المجتمع الدولي.

القصف كرسالة مزدوجة

نتيجة هذا المشهد، تمكنت إسرائيل من استخدام القصف ليس فقط كأداة عسكرية، بل كرسالة سياسية مزدوجة: الأولى لإخضاع غزة وإرغام سكانها على الخضوع للضغوط، والثانية لإضعاف صورة القمم العربية وإظهارها عاجزة عن حماية مصالح شعوبها. بهذا الأسلوب، تواصل تل أبيب فرض المعادلة التي تقول إن القوة الميدانية هي الفيصل النهائي، وأن أي خطاب سياسي يظل حبيس الكلمات دون تأثير فعلي على الأرض.

غزة تدفع الثمن الأكبر

مرة أخرى، تتجلى غزة كميدان حقيقي لرسائل القوة والنفوذ بين إسرائيل والعالم العربي. ما كان يفترض أن يكون محطة تضامن عربي، تحولت القمة الأخيرة إلى مناسبة أظهرت محدودية تأثير الخطابات السياسية أمام الواقع الميداني. أصوات الانفجارات التي اخترقت سماء تل أبيب لم تكن مجرد ضوضاء عابرة، بل كانت رسالة مدروسة تؤكد أن القوة العسكرية هي الفيصل النهائي، وأن غزة تظل الحلقة الأضعف في الصراع الإقليمي والدولي.

غزة.. ساحة الرسائل السياسية الميدانية

في الوقت الذي اكتفت فيه القمم العربية بإصدار بيانات رمزية، كان السكان في القطاع يعيشون أفظع صور الدمار والقتل. المدارس والمساجد تحولت إلى ملاجئ مؤقتة، والمستشفيات تعمل تحت ضغط هائل، بينما المدنيون يواجهون الموجات المستمرة من القصف دون حماية فعالة أو تحرك عربي ملموس. غزة بهذا المعنى لم تعد مجرد أرض صراع، بل أصبحت ساحة لإرسال الرسائل: لكل من يريد فرض إرادته بالقوة، لكل من يطمح لإظهار التفوق العسكري والسياسي، ولكل من يسعى لإظهار محدودية تأثير القرارات السياسية العربية.

إسرائيل تفرض سرديتها بالقوة

الواقع الميداني أثبت مرة أخرى أن إسرائيل قادرة على فرض سرديتها بالقوة، وجعل القيم الإنسانية والسياسية ثانوية أمام قوة السلاح. كل قصف، كل انفجار، وكل دوي طائرة، أصبح وسيلة لفرض واقع جديد يكرس التفوق العسكري الإسرائيلي ويقلل من هيبة أي مبادرات عربية.

غزة الحلقة الأضعف في الصراع

بينما يظل العالم العربي يراوح بين البيانات السياسية والخطابات الإعلامية، يظل أهل غزة يدفعون الثمن الأكبر بلا هوادة. القطاع المحاصر أصبح نموذجًا صارخًا لواقع شعوب تعاني نتيجة الصراعات الإقليمية والدولية، حيث تتحول حياتهم اليومية إلى ميدان للتجربة العسكرية والسياسية، في وقت لا توجد فيه أي قدرة على حماية المدنيين أو الحد من الخسائر. غزة، بهذا المعنى، ليست فقط ضحية الاحتلال المباشر، بل ضحية التخاذل السياسي والصمت الدولي، ما يجعلها الحلقة الأضعف التي تتحمل كامل عبء الصراع بلا حساب. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10