اثارت تصريحات امير قطر تميم بن حمد آل ثاني خلال افتتاح قمة الدوحة جدلاً سياسياً واقليمياً حول التوجهات الاسرائيلية في المنطقة.
الاعتداء الاخير على مسكن عائلات قادة حماس في الدوحة شكل صدمة واسعة، حيث اشار الامير الى ان الحادث استهدف التأثير على قيادات فلسطينية في توقيت حساس بينما كان قادة حماس يناقشون اقتراحاً امريكياً.
العملية تهدف الى الضغط على الفصائل الفلسطينية وفرض واقع جديد في غزة بما يزيد التوتر على المستوى الاقليمي.
الامير شدد على ان اسرائيل تسعى لجعل قطاع غزة غير صالح للعيش تمهيداً لتهجير السكان، وان الحرب تطورت لتصبح مواجهة تهدد حياة المدنيين وتكلفة ماسوية على المجتمع الفلسطيني.
تصريحات تميم بن حمد أظهرت حجم المخاطر التي قد تنشأ من محاولة اسرائيل توسيع نفوذها في المنطقة بما في ذلك تأثير ذلك على الاستقرار العربي وتوازن القوى بين الاطراف الاقليمية.
في الوقت نفسه كشف عن جهود قطرية ناجحة للتوسط بين حماس واسرائيل حيث اسفرت الوساطة عن صفقة لتبادل الاسرى والرهائن الامر الذي يعكس قدرة بعض الاطراف الاقليمية على التدخل في تخفيف حدة الصراع.
المواقف الدبلوماسية القطرية اعطت مؤشرا على امكانية ايجاد حلول مؤقتة للازمات الانسانية رغم استمرار الضغط العسكري والسياسي على غزة.
في المقابل هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن المزيد من الضربات على قادة حركة حماس اينما كانوا مؤكداً ان اسرائيل لن تتردد في استهداف من وصفهم بقادة الارهاب اينما وجدوا وان ذلك جزء من سياسة بلاده للدفاع عن امنها.
كما اكد نتنياهو ان اسرائيل وامريكا ستواصلان التعاون بشكل وثيق لحماية مصالحهما المشتركة رغم تصاعد التوترات في الشرق الاوسط.
الحدث الاخير يسلط الضوء على طبيعة الحرب النفسية والسياسية التي تمارسها اسرائيل اذ لم تعد المواجهة مقتصرة على الساحة العسكرية بل تشمل التأثير على القرار الفلسطيني والتحركات الدولية. هذه التطورات تستدعي متابعة دقيقة للتوازنات الاقليمية والدولية خاصة مع استمرار التصعيد العسكري وتنامي المخاطر الانسانية ما يفرض مسؤولية دولية في حماية المدنيين ومنع توسيع دائرة النزاع الى مستويات اوسع.
تصريحات امير قطر تبين اهمية الدور الاقليمي في ضبط الازمة وتبرز الحاجة الى آليات دبلوماسية فعالة لتجنب تفاقم النزاع في غزة والمنطقة كما تلقي الضوء على تحديات المستقبل السياسي في الشرق الاوسط حيث تتقاطع مصالح القوى الاقليمية والدولية في ساحة حساسة مما يجعل الاستقرار الاقليمي مرتبطا بقدرة الوسطاء على ادارة التوتر ومنع الانزلاق نحو ازمات اكبر.