عشية انعقاد القمة العربية ـ الإسلامية الطارئة في الدوحة، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات لافتة، جمع فيها بين التحذير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والدفاع غير المباشر عن قطر، الحليف التقليدي لواشنطن. هذه التصريحات جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حيث تترقب المنطقة قرارات مصيرية بشأن التصعيد الإسرائيلي الأخير وما يرافقه من ضغوط على الدوحة بحكم استضافتها قيادات من حركة "حماس".
التحذير الأمريكي
من قاعدة موريستاون الجوية، شدد ترامب على ضرورة أن تكون إسرائيل "حذرة للغاية" في تحركاتها، في إشارة مباشرة إلى الدعوات التي أطلقها نتنياهو لتصفية قادة "حماس" المقيمين في قطر. ورغم دعوته لاتخاذ إجراءات ضد الحركة، حرص ترامب على التأكيد أن "قطر كانت دائماً حليفاً ثابتاً للولايات المتحدة"، ما يُفهم منه كرسالة مزدوجة: دعم لإسرائيل في مواجهة "حماس"، ولكن دون السماح بتوسيع دائرة الصراع إلى حد المساس بالعلاقات الأمريكية – القطرية.
التصعيد الإسرائيلي
نتنياهو كان قد صرح في 13 سبتمبر بأن قادة "حماس" في قطر "يطيلون أمد الصراع عمداً"، متهماً إياهم بإفشال كل محاولات التوصل إلى وقف إطلاق النار. هذه اللهجة التصعيدية فتحت الباب أمام تكهنات بإمكانية لجوء تل أبيب إلى عمليات استهداف مباشرة داخل قطر، وهو ما أثار مخاوف إقليمية ودولية من اتساع رقعة المواجهة.
القمة الطارئة في الدوحة: رهانات متشابكة
تراقب إسرائيل بقلق مخرجات القمة المرتقبة في الدوحة، التي تعقد على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير يوم 9 سبتمبر. وبحسب صحيفة "معاريف"، فإن تل أبيب تخشى أن تُترجم نتائج القمة إلى خطوات عملية تزيد من عزلتها السياسية في المنطقة. وفي المقابل، ترى الدوحة في الحدث فرصة لتأكيد موقعها كوسيط إقليمي محوري، مستفيدة من دعم أمريكي ضمني يضمن لها هامشاً أوسع في إدارة الملف الفلسطيني.
الموقف الأمريكي
تصريحات ترامب تكشف عن معادلة دقيقة تحاول واشنطن موازنتها:
طمأنة إسرائيل عبر التأكيد على ضرورة مواجهة "حماس".
حماية العلاقة مع قطر التي تمثل قاعدة عسكرية أمريكية محورية في المنطقة، وشريكاً اقتصادياً وسياسياً مؤثراً.
منع انفجار أوسع قد يُضعف الدور الأمريكي في إدارة التوازنات الإقليمية.
يبدو أن التحذير الأمريكي الموجه إلى نتنياهو ليس مجرد نصيحة عابرة، بل جزء من استراتيجية أوسع لواشنطن تهدف إلى ضبط إيقاع التصعيد، والحفاظ على التوازن بين دعم إسرائيل وعدم التفريط بعلاقاتها الوثيقة مع قطر. ومع اقتراب القمة الطارئة في الدوحة، يظل السؤال مفتوحاً: هل تنجح هذه المقاربة الأمريكية في تجميد التوتر أم أن الأحداث ستدفع المنطقة نحو مواجهة أشد تعقيداً؟