حضور إيراني بارز .. ماذا تريد طهران من حضور القمة الطارئة؟

2025.09.15 - 09:58
Facebook Share
طباعة

في زيارة وُصفت بالرمزية والسياسية في آنٍ واحد، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من العاصمة القطرية الدوحة، أن حضوره يحمل "رسالة واضحة من الشعب الإيراني" تؤكد وقوف طهران إلى جانب قطر في مواجهة ما سماه "الممارسات الإسرائيلية".

رسائل سياسية مباشرة

عراقجي كتب عبر منصة "إكس" أن إيران تقف إلى جانب قطر و"جميع الإخوة والأخوات المسلمين ضد الآفة التي تروع المنطقة"، مرفقاً منشوره بصورة لقاء جمعه برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني.
وتأتي الزيارة قبل ساعات من انعقاد القمة الطارئة لزعماء الدول العربية والإسلامية في الدوحة، التي ستبحث سيناريوهات الرد على الاعتداءات الإسرائيلية.

حضور إيراني بارز في القمة

مساعد الرئيس الإيراني مهدي سنائي أعلن أن الرئيس مسعود بزشكيان سيشارك شخصياً في القمة، حاملاً "مقترحات حول الاعتداءات الإسرائيلية". وأكد أن التطورات الأخيرة، خاصة الهجوم على إيران وقطر، تفرض "رفع مستوى التحذير واليقظة" وتعيد التذكير بأهمية بناء آليات إقليمية وإسلامية لضمان الاستقرار والأمن.

دعم عسكري موازٍ

في السياق نفسه، شدد رئيس الأركان الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، خلال اتصال مع وزير الدفاع القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، على وقوف بلاده "دون تردد" إلى جانب قطر في مواجهة التحديات الأمنية.


العلاقات القطرية – الإيرانية

العلاقات بين الدوحة وطهران اتسمت في العقود الأخيرة بالمرونة والبراغماتية، رغم التباينات الإقليمية. فالدولتان تتقاسمان حقل الغاز الطبيعي الأكبر في العالم (حقل الشمال/بارس الجنوبي)، ما يفرض تعاونا اقتصادياً واستراتيجياً طويل المدى.

خلال أزمة الخليج (2017-2021): لعبت إيران دوراً محورياً في كسر الحصار المفروض على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، عبر فتح مجالها الجوي والبحري أمام الطيران والبضائع القطرية.

سياسياً: غالباً ما تتقاطع مواقف البلدين في قضايا إقليمية مثل دعم الفصائل الفلسطينية، والتمسك بخطاب رافض للتطبيع مع إسرائيل.

أمنياً: ورغم وجود تنافس في ملفات أخرى (مثل سوريا واليمن)، فإن الطرفين حرصا على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة وعدم الانزلاق إلى صدام مباشر.

 


تأثير العلاقات على القمة الطارئة

الحضور الإيراني في الدوحة اليوم لا يُقرأ فقط من زاوية التضامن مع قطر، بل أيضاً كجزء من استراتيجية إيرانية لاقتناص لحظة إقليمية حرجة. فالتقارب الإيراني – القطري:

1. يعطي القمة زخماً إضافياً عبر إظهار جبهة مشتركة أمام إسرائيل.


2. يعزز موقع الدوحة كوسيط إقليمي قادر على جمع أطراف متناقضة (من دول عربية إلى إيران وتركيا).


3. يوجه رسائل إلى خصوم إيران الإقليميين بأن أي محاولة لعزلها داخل النظام العربي – الإسلامي ستصطدم بدعم واضح من قطر.

 


رسالة عراقجي من الدوحة ليست مجرد إعلان تضامن، بل جزء من حراك سياسي أوسع تسعى فيه إيران إلى تكريس نفسها كلاعب لا يمكن تجاوزه في أي معادلة أمنية تخص المنطقة. وفي ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، تبدو العلاقات القطرية – الإيرانية أداة متجددة لإعادة رسم توازنات القوى داخل القمة الطارئة، وربما ما بعدها.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7