سفينة "هوك 3".. مواجهة بحرية تكشف اقتصاد التهريب في لبنان

2025.09.13 - 03:56
Facebook Share
طباعة

في عملية عسكرية ـ أمنية معقدة، أعلن الجيش اللبناني إحباط محاولة سفينة وقود مغادرة المياه الإقليمية بطريقة غير قانونية، بعد مواجهة مسلّحة أسفرت عن إصابة ثلاثة عسكريين وتوقيف 22 شخصاً. الحادثة، التي جرت في عرض البحر قبالة الشواطئ اللبنانية، فتحت الباب واسعاً أمام تساؤلات عن شبكات تهريب الوقود والاقتصاد الموازي الذي ينهش جسد الدولة.

 

وفق بيان الجيش، فإن دورية من القوات البحرية رصدت محاولة السفينة "هوك 3" مغادرة المياه الإقليمية خلسة، وبناءً على إشارة من القضاء المختص باشرت عملية المطاردة. وبعد رفض الطاقم الامتثال للأوامر، أطلقت الوحدات العسكرية طلقات تحذيرية قبل أن تقوم وحدة من فوج مغاوير البحر بعملية إنزال نوعية بمؤازرة من القوات الجوية، على بعد نحو 30 ميلاً بحرياً من الشاطئ.

 

قالت قيادة الجيش في بيانها الرسمي:

> "وردت معلومات خلال ليل الجمعة إلى غرفة العمليات البحرية المشتركة التابعة للقوات البحرية، وبناء على إشارة القضاء المختص، باشرت دورية من القوات البحرية تنفيذ عملية مطاردة السفينة هوك 3 أثناء محاولتها مغادرة المياه الإقليمية اللبنانية بشكل غير قانوني.

 

> لم يمتثل طاقم السفينة لأوامر الدورية، ما دفع العناصر لإطلاق طلقات تحذيرية، ثم تنفيذ وحدة من فوج مغاوير البحر عملية إنزال نوعية على السفينة بالتعاون مع القوات الجوية، وتم توقيف 22 شخصاً على متنها على مسافة نحو 30 ميلاً بحرياً من الشاطئ اللبناني، وأُعيدت السفينة إلى مرفأ ضبية.

 

> أصيب ثلاثة عسكريين أثناء محاولة ربان السفينة المناورة بها لمنع صعود العناصر على متنها، وتم البدء بالتحقيق مع الموقوفين، وسيُجرى اللازم بشأن السفينة بإشراف القضاء المختص."

 

 

من جانبه، أكد وزير الطاقة والمياه جو صدي أن السفينة كانت محجوزة مسبقاً لدى الجمارك اللبنانية، نافياً أي مزاعم عن تزوير المستندات أو التلاعب بمواصفات الوقود. وأضاف أن تفريغ الباخرة تم بعد التأكد من نتائج الفحوص المخبرية في مختبرات خارج لبنان، فيما تنتظر الوزارة توجيهات القضاء لاتخاذ الإجراءات النهائية بشأن الشركة المورّدة.

 

تأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة طويلة من عمليات ضبط شحنات الوقود المهربة، والتي غالباً ما تتجه إلى سوريا أو أسواق غير شرعية. وتكشف المعطيات أن التهريب البحري لم يعد نشاطاً عشوائياً، بل منظومة منظمة ترتبط بسماسرة وشركات وأحياناً مجموعات مسلحة، ما يجعل مواجهته أكثر تعقيداً.

 


حادثة "هوك 3" لم تكن مجرد مواجهة بحرية، بل مرآة لأزمة أعمق يعيشها لبنان، حيث يلتقي التهريب بالفساد والانهيار المالي في معادلة واحدة. وبينما يثبت الجيش حضوره الميداني، يبقى الرهان على القضاء في حسم الملف، وسط تساؤلات عن قدرة الدولة على تفكيك شبكات التهريب التي باتت توازي مؤسساتها الرسمية في النفوذ والموارد.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 2