طهران تحذر قمة الدوحة: "لا نريد خطابات بلا نتائج"

إيران تطالب بإنشاء مركز عمليات مشترك ضد "جنون إسرائيل"

2025.09.13 - 01:40
Facebook Share
طباعة

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية على وقع الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة، رفعت إيران من سقف خطابها السياسي، مطالبةً القمة العربية الإسلامية الطارئة المقرر عقدها في قطر الأسبوع المقبل باتخاذ خطوات عملية، تتجاوز حدود البيانات التقليدية التي اعتادت أن تصدر في مثل هذه المناسبات. طهران، عبر لسان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، وضعت القادة العرب والإسلاميين أمام اختبار حقيقي: إما قرارات فعلية تُحدث فارقاً على الأرض، أو البقاء أسرى الخطابات الرمزية التي لا تردع تل أبيب.

 

في رسالته، شدد لاريجاني على أن الاجتماعات الشكلية التي تفتقر إلى قرارات تنفيذية "بمثابة إعطاء ضوء أخضر لإسرائيل لتوسيع عدوانها". وأضاف بلهجة تحذيرية: "مثل هذه الاجتماعات، إن بقيت على نمطها السابق، ليست سوى إصدار أوامر للكيان الصهيوني بمواصلة الجنون العدواني".
كما دعا بوضوح إلى إنشاء مركز عمليات مشترك بين الدول الإسلامية لمواجهة السياسات الإسرائيلية، معتبراً أن مجرد وجود مثل هذه الهيئة سيشكل عامل ردع استراتيجي، وقد يدفع حتى "سيد هذا الكيان" – في إشارة إلى الولايات المتحدة – لتغيير أوامره في المنطقة.

 

القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي ستُعقد في الدوحة يوم الاثنين المقبل، تأتي استجابةً للهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر، وهو حدث اعتبرته الدوحة تصعيداً خطيراً يمس سيادتها ويهدد الأمن الإقليمي برمّته.
المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أوضح أن القمة ستناقش مشروع قرار بشأن العدوان الإسرائيلي، وسط توقعات بجدل حاد بين الدول المشاركة حول طبيعة الرد، بين من يفضل الإبقاء على الإدانة السياسية، ومن يدعو – مثل إيران – إلى خطوات أكثر صرامة.

حسابات معقدة

تطرح الدعوة الإيرانية لتشكيل "هيئة عمليات مشتركة" تساؤلات كبيرة حول مدى استعداد العواصم العربية والإسلامية للدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
فبينما ترى طهران أن الخطابات لم تعد تكفي، تخشى عدة دول عربية من أن يؤدي أي قرار عملي إلى فتح جبهة إقليمية واسعة قد تستغلها قوى دولية لتوسيع نفوذها. وبالنظر إلى حالة الانقسام داخل النظام العربي، فإن تحقيق الإجماع حول آليات تنفيذية يبدو معقداً، خصوصاً في ظل تباين المواقف بين دول الخليج من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى.

 

ليست هذه المرة الأولى التي ترفع فيها إيران شعار "العمل المشترك" ضد إسرائيل. فمنذ حرب غزة 2008 مروراً بالتصعيد في 2014، وصولاً إلى حرب غزة المستمرة منذ أكتوبر 2023، دأبت طهران على حثّ الدول الإسلامية على توحيد جبهة سياسية وعسكرية ضد إسرائيل. لكن على الأرض، بقيت التحركات محصورة في مستوى الدعم الإعلامي والسياسي دون الانتقال إلى قرارات تنفيذية.
أما بالنسبة للقمم العربية الطارئة، فقد عُقدت عشرات منها خلال العقود الماضية – من حرب لبنان 2006 إلى عدوان غزة المتكرر – لكن معظمها انتهى ببيانات شجب لم تغيّر ميزان القوى أو توقف الانتهاكات الإسرائيلية.

 

القمة الطارئة في الدوحة تُعقد هذه المرة في ظل وضع استثنائي، إذ لم يعد العدوان مقتصراً على فلسطين أو لبنان، بل طال دولة خليجية وازنة مثل قطر. وبينما ترفع إيران سقف توقعاتها بالدعوة إلى تأسيس مركز عمليات مشترك، يبقى السؤال: هل ستترجم القمة خطاباتها إلى قرارات جادة، أم ستعيد إنتاج سيناريو البيانات السابقة، لتبقى إسرائيل تمارس سياساتها "وكأنها فوق القانون الدولي"؟

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7