أثارت الغارة الإسرائيلية على قيادات حماس في قطر جدلاً داخلياً حول دور أجهزة الاستخبارات في اتخاذ القرارات العسكرية.
وكشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الموساد لم يشارك في العملية، رغم أنها كانت تهدف في الأصل لاستخدام عملاء على الأرض لاستهداف كبار مسؤولي الحركة.
مدير الموساد ديفيد برنيا رفض المشاركة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوة قد تضر بالعلاقات مع قطر، التي تلعب دور الوسيط في محادثات وقف إطلاق النار. هذا الرفض أثر على خطة الضربة ورفع مستوى النقاش داخل المؤسسة الأمنية حول توقيت ومخاطر العملية.
إسرائيل لجأت بدلاً من ذلك إلى الضربة الجوية، إذ أطلقت 15 طائرة مقاتلة 10 صواريخ عن بعد، ما أدى إلى مقتل عدد من مساعدي قادة حماس وأقاربهم، إضافة إلى ضابط قطري، دون استهداف كبار القادة، بمن فيهم نائب رئيس الحركة خليل الحية.
مصادر إسرائيلية أكدت أن الموساد اعتبر الوقت الحالي غير مناسب للعمل الميداني، رغم القدرة على تنفيذ عمليات سرية لاحقًا خلال السنوات القادمة. ويشير مطلعون إلى أن القرار يعكس تبايناً في الرؤى بين القيادة السياسية والأجهزة الأمنية، حيث دعمت بعض الأطراف العملية بينما حذّر آخرون من تأثيرها على المفاوضات.
الغارة جاءت بعد هجوم فلسطيني أودى بحياة مدنيين وجنود إسرائيليين، ما زاد من الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات سريعة.
رغم غياب الموساد عن العملية أعاد النقاش حول التوازن بين الرد العسكري والحفاظ على المسارات الدبلوماسية، خاصة فيما يتعلق بسلامة المدنيين والأسرى المحتجزين.