هل نسقت إسرائيل مع دول عربية لضرب قطر؟

2025.09.12 - 05:06
Facebook Share
طباعة

في تصعيد غير مسبوق، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي، يوم الثلاثاء الماضي، ضربة جوية على العاصمة القطرية الدوحة في عملية أُطلق عليها اسم "قمة النار"، في محاولة لاستهداف كبار قادة حركة حماس. العملية أثارت موجة من الاستنكار والتحليلات في الأوساط العربية والدولية، وسط تساؤلات عن مدى تنسيق تل أبيب مع دول عربية وإقليمية، ودور الولايات المتحدة في هذه الخطوة الأمنية المثيرة للجدل.


أكد الخبير العسكري الإسرائيلي، الكولونيل احتياط موشيه العاد، في تصريحات لقناة i24NEWS، أن تنفيذ الضربة على قطر لم يكن ممكنًا دون تنسيق محتمل مع دول إقليمية. وأضاف العاد أن بعض الدول العربية، خصوصًا في الخليج ومصر والأردن، لديها مصلحة في تصفية حماس، لكن "وحدة الصف العربي والتضامن الرسمي" يجبرها على الاستنكار أو النفي أو الإدانة العلنية.

وأشار العاد إلى احتمال وجود تنسيق "تحت الطاولة" مع السعودية ومصر والأردن والإمارات، معتبرًا أن حماس تُعد عدوًا مشتركًا لكل هذه الأطراف، على غرار جماعة الإخوان بالنسبة لمصر والأردن. كما تساءل عن موقف الولايات المتحدة، التي تمتلك أكبر قاعدة عسكرية في قطر، مستدركًا: "كيف لم تكن أي طائرة أمريكية في أجواء الدوحة وقت الهجوم؟ ما يشير إلى احتمال وجود تنسيق مسبق بين الجيوش."

من جانبه، كشف الصحفي الإسرائيلي روي كياس، المتخصص بالشؤون المصرية، أن القاهرة وجهت رسالة غير مباشرة لإسرائيل مفادها أن أي هجمات على الأراضي المصرية ستكون لها عواقب وخيمة على تل أبيب. وأوضح كياس أن مصر، التي تستضيف قادة الفصائل الفلسطينية وتوفر لهم الحماية، حذرت من أي محاولات لاستهداف هؤلاء القادة على أراضيها، لأن نتائجها ستكون "كارثية".

وفي تطورات التحقيقات الأمنية الإسرائيلية، أظهرت النتائج الأولية أن الضربة الجوية لم تحقق هدفها الرئيسي، إذ نجا القادة الستة المستهدفون دون إصابات، ما زاد من حالة الغموض والارتباك داخل أجهزة الأمن في تل أبيب.


العملية تعكس تعقيدات التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط، حيث تتشابك المصالح بين إسرائيل والدول العربية والولايات المتحدة، مع محاولة كل طرف ضبط حساباته تجاه حماس والفصائل الفلسطينية. كما أنها تثير تساؤلات حول مدى قدرة إسرائيل على تنفيذ عمليات اغتيال دقيقة خارج حدودها، خاصة في دول تتمتع بعلاقات عسكرية وسياسية قوية مع واشنطن.

في الوقت نفسه، يوضح هذا الحادث كيف أن أي خطوة إسرائيلية ضد حماس يمكن أن تتداخل مع مصالح عربية داخلية وإقليمية، مما يجعل من الصعب على تل أبيب العمل بمعزل عن التنسيق غير العلني مع حلفائها الإقليميين. وقد تؤدي النتائج الفاشلة للضربة إلى إعادة النظر في استراتيجيات العمليات العسكرية الإسرائيلية، خصوصًا في المناطق التي تتواجد فيها قواعد أمريكية أو تحت حماية دول عربية.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1