من الدمار إلى الأوبئة.. غزة تحاصر الاحتلال بوسائلها الخفية

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.12 - 04:11
Facebook Share
طباعة

لم تعد معاناة الجيش الإسرائيلي مقتصرة على الخسائر الميدانية أو الصدمات النفسية للجنود، بل امتدت إلى أجسادهم نفسها.
فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تفشي أمراض جلدية خطيرة بين القوات الإسرائيلية المنتشرة في قطاع غزة، جراء انتشار بقّ الفراش في المباني المهدمة التي حوّلوها إلى مواقع عسكرية مؤقتة، المفارقة أن ما صنعه الاحتلال من دمار وبيئة موبوءة في غزة ارتد عليه مباشرة، ليحول مقراته إلى بؤر للأمراض والمعاناة.

بق الفراش ينهش الجنود:

شهادات لجنود وضباط احتياط نقلتها الصحيفة تؤكد أن الطفح الجلدي والحكة المستمرة باتت جزءاً من يومياتهم، خصوصاً خلال ساعات الليل، حتى من ينامون على أسرة عسكرية أو أكياس نوم لم يسلموا، بعدما انتقلت الحشرات عبر الملابس والمعدات.
واشتكى جنود في وحدات نظامية واحتياط من ظروف غير إنسانية، أبرزها غياب الحمامات والنوم على الأرض وسط القذارة.

بيئة موبوءة من صنع الاحتلال:

الجيش الإسرائيلي استولى على مبانٍ متضررة وحوّلها إلى تحصينات، لكن هذه المباني التي دمرها القصف تحولت إلى مأوى للحشرات والقطط والكلاب الضالة، المفارقة أن غزة التي حاصرها الاحتلال وجردها من المياه ووسائل النظافة، صارت اليوم فخًا بيئيًا للجنود أنفسهم، فقد حرموا الفلسطينيين من مقومات الحياة، ليجدوا أنفسهم عالقين في نفس الظروف التي صنعوها.

انهيار المعنويات وتراجع الجاهزية:

إهمال القيادة العسكرية كشفته شهادات الأهالي والجنود، إذ تحولت المواقع "المؤقتة" إلى أماكن إقامة دائمة، الجنود يعيشون في قذارة لأشهر طويلة بلا حلول، ما يفاقم معاناتهم الصحية والنفسية معاً هذا الوضع ينعكس سلبًا على الجاهزية القتالية ويزيد من تآكل المعنويات، خاصة في ظل حرب طاحنة مستمرة منذ عامين بلا حسم.

غزة تصمد.. وإسرائيل تخسر:

بينما يتهاوى الجنود أمام أزمات بيئية وأمراض جلدية، يواصل الفلسطينيون في غزة الصمود رغم المجاعة والقصف والإبادة. المفارقة الصارخة أن الاحتلال الذي حاول كسر إرادة غزة بالقوة، يجد نفسه الآن ضحية لما صنعه من خراب وهكذا تتحول غزة إلى ساحة تعكس معادلة جديدة: قوة الاحتلال تتآكل من الداخل، بينما تبقى روح المقاومة عصية على الكسر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1