خلايا سرية واتهامات متبادلة.. المسرح السوري يزداد سخونة

2025.09.12 - 04:13
Facebook Share
طباعة

في أحدث حلقات الصراع الإقليمي الممتد، أعلنت إسرائيل عن تفكيك خلايا يزعم أنها تابعة لـ«فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني داخل الأراضي السورية، متهمة لبنان وسوريا بالضلوع في نشاط إرهابي يهدد الأمن الإسرائيلي. الإعلان جاء في ظل تضارب واضح في المعلومات بين السلطات السورية و«حزب الله» اللبناني، ما يعكس تعقيدات اللعبة الاستخباراتية في المنطقة، وحقيقة الخيوط الإيرانية الممتدة في سوريا ولبنان.


أكد أفيخاي أدرعي، الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، أن القوات الإسرائيلية نفذت سلسلة عمليات خاصة خلال الأشهر الماضية على الأراضي السورية، استهدفت خلايا ميدانية تحركها الوحدة 840 التابعة لفيلق القدس الإيراني. وبحسب الجيش، فإن هذه الخلايا كانت تهدف إلى تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وتم القبض على عناصر ميدانية بارزة مثل زيدان الطويل ومحمد الكريان، بالإضافة إلى اللبنانيين قاسم صلاح الحسيني ومحمد شعيب، الذين قُضي عليهما مؤخراً في لبنان.

وأشار أدرعي إلى أن بعض العناصر التي تم توقيفها لم تكن تعرف الجهات التي تعمل لصالحها، وأن تجنيدهم تم غالباً عبر الرشوة والخداع، مؤكداً أن الوحدة 840 مسؤولة عن توجيه العمل الإرهابي ضد الإسرائيليين في الداخل والخارج، واستغلال أوضاع السوريين واللبنانيين لتنفيذ أجندة إيرانية.

تضارب الروايات: سوريا وحزب الله
تأتي تصريحات الجيش الإسرائيلي بعد يوم واحد من إعلان وزارة الداخلية السورية عن تفكيك شبكة مرتبطة بـ«حزب الله» في ريف دمشق الغربي، والتي تضمنت مصادرة صواريخ وأسلحة متنوعة، واتهام عناصرها بالتخطيط لعمليات تهدد أمن المواطنين.

لكن الحزب اللبناني نفى أي ارتباط للخلية به، مؤكداً في بيان رسمي أنه لا وجود له في الأراضي السورية، وأنه يحرص على استقرار سوريا وأمن شعبها. هذا التضارب يعكس عمق الصراع الاستخباراتي في المنطقة، حيث تتشابك مصالح إيران وحلفائها مع تحركات إسرائيل الاستباقية لمواجهة أي تهديد محتمل.


تعتبر الوحدة 840 جزءاً من العمليات الخاصة لفيلق القدس الإيراني، والتي تتولى تطوير العمل الإرهابي وتوجيهه خارج إيران، مع التركيز على إسرائيل وخصومها الإقليميين. وتكشف هذه التطورات عن استراتيجية إسرائيل القائمة على الرد الاستباقي، والتي تهدف إلى تعطيل أي شبكات إرهابية قبل أن تتحول إلى تهديد مباشر داخل الحدود الإسرائيلية.

في الوقت نفسه، يوضح تضارب الروايات السورية واللبنانية التحديات الكبيرة التي تواجهها أجهزة الاستخبارات في التمييز بين مزاعم الخصوم السياسيين والواقع على الأرض، ما يزيد من صعوبة تقييم حجم التهديد الإيراني في سوريا ولبنان، ويضع المنطقة في دائرة من عدم اليقين المستمر.

 

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8