أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه نفذ سلسلة عمليات داخل الأراضي السورية أسفرت عن اعتقال عناصر وصفها بأنها تابعة لـ"فيلق القدس" الإيراني، في خطوة تكشف تصعيدًا ميدانيًا جديدًا يتجاوز حدود الضربات الجوية إلى عمليات توغل واعتقال مباشر. الإعلان جاء على لسان المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي، في وقت تشهد فيه الجبهة السورية تحولات ميدانية منذ سقوط النظام السابق في دمشق نهاية 2024.
بحسب البيان الإسرائيلي، فإن الاعتقالات جرت على مراحل خلال الأشهر الماضية، واستهدفت "خلايا حرّكتها وحدة العمليات الخاصة 840 التابعة لفيلق القدس". وكشف أدرعي أن عنصرين هما زيدان الطويل ومحمد الكريان اعتقلا في مارس وأبريل الماضيين على الأراضي السورية، فيما قُتل لبنانيان، قاسم صلاح الحسيني ومحمد شعيب، كانا يقودان عمليات تهريب السلاح بين إيران والجبهتين السورية واللبنانية.
الجيش الإسرائيلي شدد على أن بعض العناصر جرى تجنيدهم عبر "الإغراء المالي" دون معرفتهم بالجهة الحقيقية التي يعملون لصالحها، في حين اتهم طهران باستخدام "الخديعة واستغلال الظروف الاقتصادية للبنانيين والسوريين". كما أكد البيان أن إسرائيل نفذت غارات على معسكرات للجيش السوري في الشرق، قالت إنها كانت تُستخدم من قبل الوحدة 840.
من جهة أخرى، ربطت تل أبيب بين هذه الاعتقالات وبين ما تصفه بمحاولات "المحور الإيراني" لتثبيت نفوذه على حدودها الشمالية، مؤكدة أن عمليات الجيش والشاباك ستستمر "بلا هوادة".
منذ انهيار النظام السوري في ديسمبر 2024 وفرار الرئيس السابق بشار الأسد، صعّدت إسرائيل من وتيرة عملياتها العسكرية في العمق السوري، متجاوزة الخطوط الحمراء التقليدية. فقد توسعت عملياتها نحو القنيطرة وأقامت مراكز عسكرية داخل الأراضي السورية، كما نفذت في أغسطس 2025 إنزالًا قرب جبل المانع جنوب دمشق.
هذه التحركات تأتي في وقت تجري فيه مفاوضات غير معلنة بين الجانبين، تهدف إلى ترتيب وضع الجنوب السوري وتهدئة التوتر، غير أن الوقائع الميدانية تكشف عن مسار مغاير يتجه نحو مواجهة مفتوحة. ويطرح اعتقال "خلايا القدس" تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تمهد لتغيير قواعد الاشتباك مع إيران في سوريا، أم أنها مجرد رسالة ضغط بالتوازي مع المفاوضات السياسية.