في خطوة تبدو أقرب إلى إعلان حفلة تكريم رسمية، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حجر الأساس لممشى جديد في القدس، أطلق عليه بكل فخر اسم "أفضل صديق لإسرائيل"، في تكريم للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. الحضور الرسمي شمل السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، ورئيس بلدية القدس، وكأن المدينة بأكملها بحاجة إلى تذكير بأنها في خريطة التحالفات الأمريكية الإسرائيلية.
خلال كلمته، لم يفوت نتنياهو فرصة التأكيد على كم أن ترامب صديق “حقيقي” للشعب اليهودي، مستذكراً كل القرارات التي أثارت انتقادات العالم: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، نقل السفارة إليها، الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. كل هذه الخطوات “التاريخية” بحسب نتنياهو، تبدو وكأنها قائمة طويلة من النقاط التي تزيد التوترات، بينما يتم تغليفها بغطاء سياسي احتفالي.
المحللون لا يترددون في القول إن هذا الممشى ليس أكثر من مهرجان سياسي داخلي، محاولة من نتنياهو لإعادة تغليف إرث ترامب السياسي أمام الجمهور الإسرائيلي، وتقديم نفسه كبطل يحمي المصالح الإسرائيلية، متجاهلاً الحقوق الفلسطينية، وكأن الرموز تُعوض عن العدالة والحق.
أما على المستوى الإقليمي، فالممشى الجديد يرسل رسالة مزدوجة: “نحن هنا، ونحن نحمي مصالحنا، فانتبهوا أيها الجيران!”، مع تجاهل كامل لمعاناة شعوب المنطقة. الممشى يتحول إلى رمز صارخ لتحالف مستمر يعتمد على القوة والدعم الأمريكي، بدل السعي لحلول سلمية.
تاريخياً، شكّل الدعم الأمريكي لإسرائيل، وخصوصاً في عهد ترامب، نسخة مطورة من الحماية المطلقة للانتهاكات، ما زاد التوترات في الشرق الأوسط وأبقى الشعوب في دائرة الصراع. والممشى الجديد يبدو وكأنه إعلان رسمي بأن هذه السياسات مستمرة، مع لمسة تهكّمية: الاحتفال بشخصيات سياسية على حساب الواقع الحقيقي لشعوب المنطقة.
باختصار، ممشى “أفضل صديق لإسرائيل” ليس سوى نصب رمزي لعلاقات تستمر في تقويض الاستقرار، مع تقديم صورة احتفالية لما هو في الحقيقة سلسلة من القرارات المزعزعة للسلام والعدالة.