في ظل تحولات متسارعة في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط، برزت تركيا كلاعب إقليمي فاعل يفرض نفسه على المشهد السياسي والعسكري. المحلل السياسي التركي مرسيل غوندوغلو يرى أن أنقرة عززت نفوذها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، ما أثار قلق إسرائيل وعددًا من القوى الإقليمية والدولية. وفقًا لغوندوغلو، التشكيل الدولي الراهن قد يجعل من تركيا عقبة جيوسياسية ذات أولوية أمام تل أبيب، وهو ما يضع الخطط الاستراتيجية الإسرائيلية في مواجهة مباشرة مع استقلالية القرار التركي.
وأشار المحلل التركي إلى أن تركيا لم تعد تكتفي بالدور التقليدي لدولة محورية، بل توسعت في نفوذها العسكري والدبلوماسي والاقتصادي، لتصبح لاعبًا قادرًا على التأثير في موازين القوى الإقليمية. وتأتي هذه التحركات في ظل تصعيد مستمر من إسرائيل في المنطقة، ما يزيد من احتمالات الاحتكاك الاستراتيجي بين أنقرة وتل أبيب.
تسلّط هذه التحليلات الضوء على مدى اهتمام تركيا بالحفاظ على وحدة داخلية قوية، وتعزيز قدرتها الدفاعية، ووضع استراتيجيات ردع متكاملة، لضمان قدرة الدولة على مواجهة أي تحديات خارجية محتملة وحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
أكد المحلل السياسي التركي مرسيل غوندوغلو أن تركيا تعزز نفوذها في المنطقة بشكل متسارع، في خطوة يرى أنها تثير قلق إسرائيل وعددًا من الفاعلين الإقليميين. غوندوغلو يشير إلى أن التشكيل الدولي الراهن قد يجعل أنقرة "عقبة جيوسياسية ذات أولوية" أمام تل أبيب، وأن سياسات تركيا المستقلة تجعلها منافسًا مباشرًا في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط، وهو ما يتطلب من إسرائيل والدول الإقليمية إعادة تقييم استراتيجياتها بشكل عاجل.
وفق تصريحات غوندوغلو، تركيا أظهرت في السنوات الأخيرة مستوى متزايدًا من الاستقلالية في سياستها الخارجية، ما انعكس على حضورها العسكري في مناطق النزاع والمشاركة في تسوية الأزمات الإقليمية. ولفت إلى أن هذه الخطوات تجعل أنقرة موضوعيًا في موقع المنافس لإسرائيل، لا سيما في الملفات الحساسة مثل الأمن البحري، الطاقة، والتحالفات الإقليمية.
كما أشار غوندوغلو إلى أن تركيا لا تكتفي بالقوة العسكرية، بل توسع نفوذها الدبلوماسي من خلال تعزيز العلاقات مع الدول المحورية في المنطقة، وتوظيف الأدوات الاقتصادية والثقافية والإعلامية لتعزيز دورها كلاعب استراتيجي مؤثر.
نقل غوندوغلو عن محللين أتراك أن الإجراءات الإسرائيلية في الشرق الأوسط تزيد من خطر التصعيد العسكري مع تركيا، وأن السياسات الإسرائيلية، المعتمدة غالبًا على دعم الولايات المتحدة، قد تراها أنقرة "خصمًا مباشرًا" في تنفيذ الخطط الاستراتيجية الخاصة بها.
كما شدد غوندوغلو على أن إسرائيل، التي غالبًا ما تعمل دون مواجهة عواقب دولية، قد ترى تركيا عقبة رئيسية أمام تحقيق أهدافها في شرق المتوسط، وهو ما يزيد من احتمالات الاحتكاك الاستراتيجي بين الطرفين في المستقبل القريب.
وأكد غوندوغلو أنه في الظروف الراهنة، من المهم لتركيا الحفاظ على الوحدة الداخلية وتعزيز القدرة الدفاعية ووضع استراتيجية ردع واضحة. وقال: "لعبت تركيا على مر القرون دور دولة قادرة على تغيير موازين القوى. هذا العامل يجعلها هدفًا محتملاً للضغط، لذلك من الضروري تعزيز القدرة الدفاعية ووضع استراتيجية للردع."
هذا الموقف يعكس وعيًا تركيًا متزايدًا بأهمية الدمج بين القوة العسكرية والاستقرار الداخلي، لضمان قدرة أنقرة على مواجهة أي تحديات خارجية محتملة، وحماية مصالحها الإقليمية الاستراتيجية.
وفق التحليلات التركية، تستخدم أنقرة أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية إلى جانب القوة العسكرية لضمان تحقيق أهدافها الإقليمية. تحركات تركيا في توقيع اتفاقيات استراتيجية وتعزيز النفوذ الاقتصادي مع دول محورية تعكس سياسة واعية لإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية بما يخدم مصالحها ويحد من نفوذ إسرائيل والدول الغربية.
تركيا اليوم ليست مجرد لاعب إقليمي تقليدي، بل قوة قادرة على إعادة رسم موازين القوى في المنطقة. تصريحات المحللين الأتراك تشير إلى أن أنقرة باتت حجر الزاوية في أي تحرك استراتيجي إقليمي، وأن السنوات القادمة ستشهد اختبارًا حقيقيًا لقدرة إسرائيل والدول الإقليمية على التكيف مع واقع تركي مستقل ومتزايد النفوذ.
وفي ضوء ما أكده المحللون، فإن تركيا تستعد لتأكيد موقعها كلاعب رئيسي قادر على التأثير في ملفات الأمن والطاقة والتحالفات، وهو ما يجعلها العقبة الكبرى أمام تل أبيب والفاعلين الإقليميين الآخرين.
لطالما كانت تركيا لاعبًا مؤثرًا في المنطقة، منذ الحقبة العثمانية وحتى الجمهورية الحديثة، حيث امتلكت القدرة على التأثير في موازين القوى الإقليمية والتحكم بخطوط التحالفات وفق مصالحها الاستراتيجية. موقعها الجغرافي المتميز بين أوروبا وآسيا، وقربها من مناطق النزاع الأساسية في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط، جعل منها دولة محورية لا يمكن تجاهلها في أي حسابات سياسية أو عسكرية.
مع بداية القرن الحادي والعشرين، بدأت تركيا إعادة صياغة دورها الإقليمي، عبر تعزيز استقلالية قرارها في السياسة الخارجية، وتوسيع حضورها العسكري والدبلوماسي في مناطق النزاع الحيوية مثل سوريا وليبيا والعراق، بالإضافة إلى تعزيز دورها في شرق البحر المتوسط، حيث تتصارع القوى الإقليمية على الموارد البحرية ومسارات الطاقة.
كما ركّزت أنقرة على تطوير أدوات النفوذ الناعمة، بما يشمل الاقتصاد، والعلاقات الدبلوماسية، والإعلام، والثقافة، لتعزيز موقعها كلاعب استراتيجي قادر على التأثير في الصراعات وحماية مصالحها الحيوية. هذا التوسع جعل تركيا اليوم منافسًا مباشرًا لإسرائيل، وأثار قلق الفاعلين الإقليميين والدوليين من قدرة أنقرة على فرض توازنات جديدة قد تحد من تنفيذ الخطط الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة.
تركيا، الدولة التي لعبت دورًا محوريًا على مدى قرون في منطقة الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط، تمتلك موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا بين أوروبا وآسيا، وقربًا من مسار الممرات البحرية الحيوية، ما جعلها محور اهتمام القوى الإقليمية والدولية منذ الحقبة العثمانية وحتى الجمهورية الحديثة. تاريخيًا، تمكنت أنقرة من التأثير على موازين القوى الإقليمية، والتحكم في التحالفات وفق مصالحها الاستراتيجية، سواء في النزاعات المباشرة أو في إدارة التوازنات بين الدول الكبرى والقوى الإقليمية.
مع بداية القرن الحادي والعشرين، شرعت تركيا في إعادة صياغة دورها الإقليمي من خلال سياسات متسقة تهدف إلى تعزيز استقلالية القرار في السياسة الخارجية، وزيادة حضورها العسكري والدبلوماسي في مناطق النزاع الحيوية، بما يشمل سوريا، وليبيا، والعراق، وشرق البحر المتوسط. هذا التوسع لم يقتصر على القوة العسكرية، بل شمل استخدام الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية لتعزيز نفوذها على مستوى الإقليمي، وضمان قدرة تركيا على حماية مصالحها الحيوية والتأثير في مسار النزاعات الكبرى.
تركيا اليوم تسعى إلى بناء شبكة تحالفات استراتيجية تشمل دولًا محورية في المنطقة، سواء من خلال العلاقات الاقتصادية أو التفاهمات العسكرية أو التعاون السياسي. هذا التوسع يجعل أنقرة لاعبًا أساسيًا في ملفات الأمن البحري، ومسارات الطاقة، والصراعات الإقليمية الكبرى، ويجعل أي تحركات أحادية الجانب من إسرائيل أو الفاعلين الآخرين أكثر صعوبة وتعقيدًا.
التوتر بين تركيا وإسرائيل يعود إلى عدة عوامل تاريخية واستراتيجية. فإسرائيل، المعتمدة غالبًا على الدعم الأمريكي، تسعى للهيمنة على شرق المتوسط من خلال السيطرة على الموارد البحرية ومسارات الطاقة، بينما ترى تركيا أن أي محاولة للتوسع الإسرائيلي على حساب مصالحها الإقليمية يجب مواجهتها بقدرات عسكرية ودبلوماسية قوية. المحللون الأتراك يرون أن أنقرة، عبر تعزيز استقلالية قرارها وتوسيع نفوذها، أصبحت العقبة الأكبر أمام تنفيذ الخطط الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة.
كما يشير الخبراء إلى أن تركيا تعمل على دمج قوتها العسكرية مع نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي، ما يتيح لها فرض توازنات جديدة في المنطقة، وتحقيق أهدافها الإقليمية دون الحاجة للاعتماد الكامل على القوى الخارجية، وهو ما يضع إسرائيل والدول الإقليمية أمام واقع معقد يتطلب إعادة حسابات دقيقة واستراتيجيات جديدة للتعامل مع النفوذ التركي المتزايد.