النساء ضحايا الحرب في السودان: أجسادهن ساحة لصراع مليشيات الدعم السريع

السودان _ رباب الامين

2025.09.12 - 01:26
Facebook Share
طباعة

في خضم الحرب والصراعات المسلحة، تتحول النساء والفتيات إلى هدف مباشر للعنف الوحشي. قصص التعذيب، الاغتصاب، والقتل أصبحت جزءاً يومياً من واقعهن، حيث تُستهدف أجسادهن لتصبح شاهدة على قسوة الحرب وانتهاك حقوق الإنسان بشكل صارخ، الحرب تشمل استهداف الهوية، اللغة، والكرامة الإنسانية.

في مناطق النزاع المختلفة، شهدت السنوات الأخيرة موجات عنف جنسي مروعة، النساء يتعرضن للربط، التعليق على الأشجار، والانتهاكات الجنسية في إطار حملات ممنهجة تستهدفهن بشكل خاص.

حجم الأزمة الإحصاءات الصادمة:

تشير الإحصاءات إلى تفاقم العنف ضد النساء بشكل مروع
يوليو–أغسطس 2023: 21 حادثة عنف جنسي، تعرضت فيها 57 امرأة وفتاة، من بينهم 10 فتيات قاصرات، وشملت الحوادث جماعية، أبرزها حادثة واحدة تعرضت فيها 20 امرأة للاغتصاب الجماعي.
2023 مناطق النزاع: 42 حالة في الخرطوم و46 حالة في دارفور.
2025 تقديرات الأمم المتحدة: ارتفع العدد بشكل صادم، إذ أصبحت 4.2 مليون امرأة وفتاة معرضات للعنف الجنسي في السودان.

مأساة قسمة نموذج للوضع المرعب:

تجسد قصة قسمة الوجه الأكثر وحشية للعنف ضد النساء في دارفور. تعرضت الفتاة للتعذيب على يد عناصر من قوات الدعم السريع، حيث وثق الجاني فعلته المروعة بتعليقها على شجرة باستخدام حبله، لتنتهي حياتها تحت وطأة الألم والعذاب.
قصتها أثارت موجة غضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفها ناشطون بأنها رمز المظلومين، وشاهدة على وحشية المليشيات التي لا تفرق بين بريء ومقاتل، ولا بين رجل وامرأة.
رحيلها كشف الوجه القاسي للحرب وأجبر المجتمع الدولي والمحلي على مواجهة الانتهاكات التي تتعرض لها النساء والأبرياء في مناطق النزاع.

الصرخة التي تكسر الصمت:

على منصات التواصل الاجتماعي، ارتفعت أصوات النساء المظلومين، ناشطات وصحفيات ومنظمات حقوقية، لتوثق الانتهاكات وتكشف عن واقع لا يمكن السكوت عنه. شهادات الناجين، صور الضحايا، ورسائل الناشطات المجهولات، كلها تظهر أن الحرب لم تترك للنساء أي أمان، وأن العنف جزء من حياتهن اليومية.

النفي الرسمي وتكريس الإفلات من العقاب:

رغم البيانات الرسمية من مليشيات الدعم السريع التي تنفي مسؤوليتها عن الانتهاكات، الواقع على الأرض يشهد استمرار الاستهداف، التعتيم الإعلامي، وغياب أي مساءلة فعالة.
هذا النفي لا يقلل من مأساة الضحايا، ويزيد من غضب المجتمع المدني ويدعو إلى التحقيق الدولي الفوري.

النساء أيقونات الصمود:

الضحايا لم يكن غيابهن مجرد موت، قصصهن، مثل قسمة علي عمر وأخريات لم تُوثق أسماؤهن، تظهر كمثال على الصمود، وتضع المرأة في قلب المعركة من أجل الكرامة والعدالة، دماؤهن ورسائلهن تثبت حقيقة لا يمكن إنكارها: الحروب في السودان ليست مجرد مواجهة مسلحة، لكنها جريمة ضد الإنسانية وجسد المرأة.

دعوة للمجتمع الدولي:

قضية النساء في السودان تتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لحماية المدنيين، ضمان محاسبة مليشيات الدعم السريع، ووضع حد للإفلات من العقاب. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7