تثير الغارات الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك الهجوم على العاصمة القطرية الدوحة، قلقاً متزايداً على الصعيد الدولي، لا سيما في ما يتعلق بانتهاك السيادة واستهداف مناطق تضم بعثات دبلوماسية. وفقاً لتصريحات مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، العمليات لا يمكن اعتبارها أحداثاً معزولة، بل هي نتيجة طبيعية لسياسات إسرائيل المستمرة والإفلات من العقاب دولياً.
اختبار الحدود والدعم الدولي:
أكد نيبينزيا أن إسرائيل تستفيد من الدعم الدبلوماسي الأمريكي، مما يتيح لها القيام بأعمال عدوانية دون حسابات واضحة. واعتبر الضربة الجوية على الدوحة اعتداءً صارخاً، داعياً تل أبيب إلى التوقف عن ما وصفه بـ"الأفعال المتهورة". وأشار إلى أن الهجوم استهدف بشكل واضح جهود الوساطة الدولية الرامية لوقف التصعيد في غزة وإطلاق سراح الرهائن، مما يزيد من خطورة الوضع على المستوى الإقليمي.
استهداف البعثات الدبلوماسية والمدنيين:
اوضح المندوب الروسي أن الغارة لم تقتصر على أهداف عسكرية، بل شملت مناطق تضم سفارات أجنبية، بينها البعثة الروسية التي تبعد نحو 600 متراً عن موقع الهجوم. وهذا يزيد من احتمالية تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي، ويعرض المدنيين في غزة والمنطقة لمخاطر ملموسة. ولفت نيبينزيا إلى أن مثل هذه الاعتداءات تعقد جهود الوساطة الدولية وتضعف فرص التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
تداعيات على الأمن الدولي والقانون الدولي:
في تحليله، اعتبر مندوب روسيا أن ما حصل يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الأمن الدولي وقدرة المجتمع الدولي على منع أي دولة من ارتكاب أعمال عدوانية ضد عواصم أو دول أخرى في حال استمرار الإفلات من العقاب. كما أكد أن الضربة الإسرائيلية قد تترك آثاراً طويلة المدى على استقرار الشرق الأوسط وتقوض جهود الوسطاء الدوليين لإنهاء دائرة العنف.
ردود الفعل الدولية:
تزامنت تصريحات روسيا مع موجة من الانتقادات الدولية لسياسات إسرائيلية تتجاوز الحدود المعترف بها دولياً، ما يعكس مخاوف متزايدة من تصعيد محتمل في المنطقة. ويعتبر مراقبون أن الموقف الروسي يمثل تصعيداً دبلوماسياً ويضيف أبعاداً جديدة للنقاش حول الالتزام بالقانون الدولي وحماية البعثات الدبلوماسية والمواطنين المدنيين من تبعات النزاعات العسكرية.