عون يحذر: الاحتلال الإسرائيلي يعيق خطة الجيش اللبناني في الجنوب

2025.09.11 - 03:28
Facebook Share
طباعة

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن الجيش يواصل تنفيذ خطته الأمنية في منطقة جنوب الليطاني، الرامية إلى "سحب كافة المظاهر المسلحة من جميع الأطراف اللبنانية والفلسطينية"، مشيراً إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض الأراضي اللبنانية يعرقل استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الدولية.

وجاءت تصريحات عون خلال لقائه المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لودريان في القصر الجمهوري بعبدا، حيث شدد على أن لبنان طالب مراراً إسرائيل بالالتزام بالاتفاق الموقع في 27 نوفمبر الماضي، إلا أن "الجانب الإسرائيلي لم يستجب، ولا يزال يواصل اعتداءاته، ولم يعِد الأسرى اللبنانيين، ولم يلتزم بتطبيق القرار الدولي 1701".

الجيش اللبناني وخطة حصر السلاح

يواصل الجيش اللبناني الانتشار على طول الحدود، مقوماً نقاط التفتيش والحواجز، ومصادراً الأسلحة والذخائر غير المرخّصة، في خطوة تمثل العمود الفقري لخطة الحكومة لحصر السلاح بيد الدولة. وتأتي هذه الخطة ضمن السعي لتحقيق توازن أمني في الجنوب، بعد الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، والتي تركت المنطقة في حالة هشاشة أمنية مستمرة.

دور اليونيفيل والدعم الفرنسي

جدد عون شكره للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والدبلوماسية الفرنسية على دعم التجديد لقوات اليونيفيل، معتبرًا أن "الفترة الممنوحة للانسحاب ستجعل عملية مغادرة القوات المنظمة، وتمنح الجيش اللبناني فرصة لتعزيز قدراته، خصوصاً إذا ما توقف الجانب الإسرائيلي عن اعتداءاته".

ويأتي دور اليونيفيل الفرنسي والدولي بمثابة ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار المؤقت، إذ توفر القوات الدولية غطاءً للجيش اللبناني أثناء تطبيقه خطته الأمنية، وتعمل على مراقبة الالتزام بوقف الأعمال العدائية على الحدود، رغم التوتر شبه اليومي الناتج عن الغارات الإسرائيلية.

الموقف الإسرائيلي وحزب الله

رغم اتفاق وقف النار منذ نوفمبر الماضي، تواصل إسرائيل غاراتها على جنوب لبنان وشرقه، وتحتفظ بخمس نقاط استراتيجية على جانبي الحدود، مما يشكل عقبة أمام أي انتشار كامل للجيش اللبناني. من جهة أخرى، أبدى حزب الله رفضه للقرار الحكومي لحصر السلاح، مؤكداً أنه "لن يتخلى عن سلاحه قبل انسحاب إسرائيل ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى اللبنانيين المحتجزين لديها"، في موقف يعكس استمرار الخلاف الداخلي حول نفوذ السلاح خارج سلطة الدولة.

 

يبقى المشهد في الجنوب اللبناني مرهوناً بعدة عوامل: قدرة الجيش على تعزيز انتشاراته، مدى التزام إسرائيل بوقف الاعتداءات، والدور الرقابي للقوات الدولية، خاصة اليونيفيل، والدعم السياسي الفرنسي والأمريكي. في الوقت نفسه، يشكّل موقف حزب الله نقطة حساسة تؤثر في التوازن الداخلي، وتضع خطة الدولة لحصر السلاح أمام تحديات حقيقية، ما يجعل الجنوب اللبناني ساحة اختبار رئيسية للاستقرار والأمن في المنطقة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1