كشف الجيش الإسرائيلي عن تشكيل فرقة عسكرية جديدة في منطقة الأغوار، من اجل السيطرة على الحدود الشرقية وحماية المناطق الحيوية بعد الاختراقات الأمنية التي شهدها الجيش يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الفرقة، التي أُطلق عليها اسم "جلعاد"، صُممت لتكون قوة متخصصة في الرد السريع والتصدي لأي تهديدات مستقبلية، ضمن جهود إسرائيلية لتقوية التواجد العسكري بالتوازي مع استمرار العمليات على عدة جبهات.
تمتد منطقة الأغوار على مساحة واسعة تبلغ نحو 720 ألف دونم، وتشمل أجزاءً من بيسان جنوبًا حتى صفد شمالًا، ومن عين جدي حتى النقب جنوبًا، وصولًا إلى السفوح الشرقية للضفة الغربية. وتكتسب الأغوار أهمية استراتيجية كبيرة، فهي منطقة خصبة زراعيًا وتحتوي على أهم حوض مائي في فلسطين، كما يعيش فيها نحو 50 ألف فلسطيني، بما في ذلك سكان مدينة أريحا، وتشكل ربع مساحة الضفة الغربية، ما يجعل السيطرة عليها ذا بعد أمني وسياسي بالغ الأهمية.
تأتي هذه الخطوة في سياق اعتراف الجيش الإسرائيلي بتحديات فشل الدفاع يوم 7 أكتوبر، حيث أشار قائد المنطقة الوسطى إلى ضرورة استخلاص الدروس وتحسين جاهزية القوات لمنع تكرار أي اختراق مماثل ويعكس تشكيل الفرقة الجديدة سعي إسرائيل لتعزيز قدراتها على الاستجابة السريعة، وتجنب المفاجآت الأمنية في المناطق الحدودية الحساسة.
يأتي هذا التطور العسكري بالتزامن مع استمرار الحرب على قطاع غزة، والتي أدت حتى الآن إلى سقوط عشرات آلاف الضحايا، أغلبهم من المدنيين، إضافة إلى استمرار عمليات الهدم والحصار في الضفة الغربية والقدس المحتلتين. وقد جدد وزير الدفاع الإسرائيلي تهديداته بتصعيد العمليات في حال عدم التزام حماس بشروط تل أبيب لوقف إطلاق النار، ما يعكس تشدد الموقف العسكري والسياسي تجاه القطاع.
من منظور استراتيجي، يبين القرار إلى أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز هيمنتها على منطقة الأغوار الحيوية اقتصاديًا وأمنيًا، وإظهار القدرة على حماية حدودها الشرقية بشكل مستقل عن أي قيود دبلوماسية. كما يعكس التحرك إدراكًا لإمكانية مواجهة تهديدات جديدة، مع استثمار التجارب السابقة في تحسين تنظيم القوات وتوزيعها على المناطق الحساسة، لضمان السيطرة الكاملة وتقليل المخاطر على المواقع الحيوية.