ذروة النار في قطر.. إلى أي مدى حققت العملية أهدافها؟

نجاح جزئي أم رسائل استراتيجية؟

2025.09.10 - 10:21
Facebook Share
طباعة

أفادت مصادر في الجهاز الأمني والمخابرات الإسرائيليين أن عملية استهداف قادة حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، يوم الثلاثاء الماضي، لا تزال محل تقييم دقيق، وأن النتائج الأولية لم تثبت تحقيق أهدافها بشكل كامل.

تشير المعلومات المبدئية إلى أن الضربة ربما لم تصل إلى معظم الأهداف المرسومة، وربما لم تحقق تأثيراً حاسماً على جميع القيادات المستهدفة. ومع ذلك، يوضح محللون إسرائيليون أن العملية نجحت في جانب آخر مهم، وهو بث الخوف وعدم الأمان النفسي بين قادة "حماس"، وهو هدف استراتيجي لا يقل أهمية عن النتائج الميدانية المباشرة.

وأكدت المصادر أن عملية جمع المعلومات وتقييم الأضرار ما زالت جارية، وأن أي حكم نهائي على فعالية الضربة لن يتم قبل اكتمال البيانات، خاصة فيما يتعلق بالقيادات التي كانت تحت المراقبة في الدوحة وقت الهجوم.

"ذروة النار": جدل داخلي في تل أبيب

العملية التي حملت اسم "ذروة النار" جاءت بعد نقاشات مكثفة داخل غرفة العمليات في تل أبيب. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فقد انقسمت الآراء بين فريق يرى ضرورة اغتنام الفرصة لتصفية قادة الحركة في الخارج، وبين آخر حذر من أن توقيت العملية قد يضر بمسار المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة.

كما أشار محللون إسرائيليون إلى أن العملية جاءت في سياق استراتيجية شاملة تهدف إلى فرض الردع النفسي والسياسي على "حماس"، حتى في حال لم تحقق الضربة نتائج قتالية مباشرة.

البعد النفسي: رسالة لا تخطئها العين

رغم الشكوك حول النجاح الميداني للضربة، فإن الجانب النفسي للعمليات الإسرائيلية لم يغفل. فالرسالة الموجهة لقيادات "حماس" مفادها أنه لا يوجد مكان آمن يمكنهم الاختباء فيه، تشكل ضغطًا مستمرًا على الحركة، وقد تؤثر على قراراتها الاستراتيجية المقبلة.

التحليلات الأمنية تشير إلى أن هذه الرسائل النفسية تهدف أيضًا إلى تقويض الروح المعنوية للقيادات في الخارج، وجعلهم أكثر تحفظًا في تحركاتهم الدولية، خصوصًا في الدوحة التي تعد محطة دبلوماسية مهمة لهم.

ردود الفعل الأمريكية: توتر دبلوماسي غير مسبوق

في واشنطن، أثارت العملية استياءً كبيرًا، حيث لم يتم إشعار الإدارة الأمريكية مسبقًا. بل علم الرئيس دونالد ترامب بالهجوم من رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين قبل بدء الضربة بفترة قصيرة، ما اعتُبر تقصيراً في التنسيق مع الحليف الأساسي.

ووصف البيت الأبيض الهجوم بأنه "قصف لدولة ذات سيادة وحليف وثيق لواشنطن"، مؤكدًا أن التوقيت جاء في وقت حساس، خصوصًا مع الدور القطري في الوساطة ومحاولات التهدئة في غزة.

وقال ترامب في تصريحات خاصة: "غير سعيد بكل تفاصيل العملية"، مشيرًا إلى أن الضربة أضعفت الجهود الدبلوماسية الأمريكية والقطرية في الوقت ذاته، ما يفتح الباب أمام تعقيدات إقليمية إضافية.

قطر في قلب الأزمة: تحديات الدبلوماسية الإنسانية

استهداف قادة "حماس" في الدوحة يمثل اختباراً مباشراً للعلاقات الإسرائيلية-القطرية، حيث تلعب الدوحة دورًا محوريًا في الوساطة الإنسانية والسياسية، خصوصًا فيما يتعلق بإعادة تهدئة الأوضاع في غزة وتسهيل تبادل الأسرى.

وتشير التحليلات إلى أن الضربة قد تؤدي إلى توتر إضافي في الجهود الإنسانية والسياسية، كما قد تضطر الدوحة لإعادة تقييم استراتيجياتها في التعامل مع إسرائيل ومع الفصائل الفلسطينية، في وقت تشهد فيه المنطقة موجة تصعيد جديدة.

التأثير على الساحة الفلسطينية: "حماس" والمناورة المقبلة

على الصعيد الفلسطيني، من المرجح أن تؤدي الضربة إلى تغيير ديناميكيات حركة "حماس"، حيث ستصبح أكثر تحفظًا في تحركات قياداتها، خصوصًا في الخارج، مع تعزيز إجراءات الأمن الداخلي.

وتشير تقديرات خبراء إلى أن الضربة قد تدفع الحركة إلى مراجعة خططها العملياتية والسياسية، وربما الاعتماد بشكل أكبر على وسائل التخفي والاتصالات المشفرة لتجنب أي استهداف مستقبلي.

عملية معقدة وأهداف متعددة

على الرغم من الشكوك حول نجاح العملية على الأرض، فإن "ذروة النار" نجحت في تحقيق رسائل استراتيجية ونفسية هامة، وأظهرت القدرة الإسرائيلية على استهداف قيادات "حماس" في أي مكان، بينما خلقت توترًا دبلوماسيًا مع واشنطن وقطر.

وتظل الصورة النهائية للضربة غير مكتملة حتى اكتمال جمع المعلومات وتحليل النتائج، مع التأكيد على أن الأثر النفسي والسياسي قد يكون له أبعاد بعيدة المدى على الساحة الإقليمية والدبلوماسية.

 

 

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4