في تطور ميداني وسياسي بالغ الخطورة، أعلنت قناة الجزيرة القطرية نقلًا عن مصدر قيادي في حركة حماس أن الوفد القيادي للحركة برئاسة خليل الحية نجا من غارة إسرائيلية استهدفت مقر اجتماعه في العاصمة القطرية الدوحة.
الهجوم، الذي يُعد الأول من نوعه على الأراضي القطرية منذ اندلاع الحرب الأخيرة، فتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول قواعد الاشتباك وحدود التصعيد بين إسرائيل من جهة، وقطر والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى.
لحظة الاستهداف ومكان الاجتماع
بحسب المصادر، فقد استهدفت الغارة مقرًا كان يجتمع فيه وفد قيادي من حماس لبحث المقترح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التهدئة وترتيبات ما بعد الحرب. ورغم قوة الضربة، أكدت حماس أن جميع أعضاء الوفد، وعلى رأسهم خليل الحية، خرجوا سالمين دون إصابات.
البعد السياسي للهجوم
مصادر فلسطينية اعتبرت أن استهداف الوفد في هذا التوقيت رسالة إسرائيلية مزدوجة:
أولًا، عرقلة أي مسار سياسي أو تفاوضي قد ينشأ من المقترح الأمريكي.
ثانيًا، إيصال إنذار لقطر، التي تُعتبر إحدى أبرز الساحات السياسية والمالية الداعمة لحماس.
الهجوم أثار تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قررت نقل المواجهة إلى خارج غزة ولبنان وسوريا، لتطال الدوحة مباشرة، وهو ما قد يحمل تداعيات إقليمية ودولية معقّدة.
قطر في قلب المشهد
حتى الآن لم يصدر موقف رسمي من السلطات القطرية بشأن الحادثة، لكن مراقبين يتوقعون أن تمارس الدوحة ضغوطًا على المجتمع الدولي لإدانة الاستهداف، خاصة أن الغارة تمثل خرقًا مباشرًا لسيادة أراضيها.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا بين إسرائيل وحلفائها الإقليميين من جهة، والفصائل الفلسطينية وحلفائها من جهة أخرى. ومع طرح إدارة ترامب مقترحات جديدة، يبدو أن الساحة مرشحة لمزيد من التصعيد، ليس فقط داخل غزة أو جنوب لبنان، بل أيضًا في العواصم التي تُعتبر حاضنة سياسية للحركات الفلسطينية.