في تطور خطير وغير مسبوق، هزّت انفجارات عنيفة العاصمة القطرية الدوحة ظهر الثلاثاء، وسط أنباء متداولة عن هجوم إسرائيلي استهدف قيادات بارزة من حركة حماس داخل الأراضي القطرية. وبينما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تنفيذ عملية دقيقة لسلاح الجو الإسرائيلي ضد مواقع لقيادة الحركة، التزمت السلطات القطرية الصمت حتى اللحظة، تاركةً المشهد مفتوحًا على تكهنات وتساؤلات خطيرة حول طبيعة ما جرى وتداعياته الإقليمية.
تفاصيل أولية: دخان وانفجارات في كتارا
شهود عيان أفادوا بوقوع سلسلة انفجارات في منطقة كتارا بالعاصمة القطرية، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من قلب الحي، فيما انتشرت قوات أمنية في محيط الموقع المستهدف. الصور الأولية التي تناقلتها وسائل إعلام دولية أوضحت حالة من الفوضى والذعر بين المدنيين، مع صعوبة تحديد طبيعة الأهداف الدقيقة.
الرواية الإسرائيلية: ضربة مركزة ضد القيادة
وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها موقع "واي نت"، نسبت إلى مسؤولين في تل أبيب قولهم إن الجيش الإسرائيلي نفّذ هجومًا جويًا دقيقًا على قيادة حماس في الدوحة. أسماء بارزة مثل خليل الحية وزاهر جبارين وردت ضمن المستهدفين بالعملية، في إشارة واضحة إلى أن الهدف كان إحداث ضربة قاصمة لقيادة الصف الأول من الحركة في الخارج.
صمت رسمي وانتظار الموقف
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الدوحة، سواء لتأكيد أو نفي الرواية الإسرائيلية. هذا الصمت يزيد من حدة التساؤلات، خصوصًا أن قطر تعد من أبرز الأطراف الإقليمية التي لعبت دور الوسيط في الملفات الفلسطينية – الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، وتستضيف قيادات من حماس على أراضيها منذ سنوات.
رسائل أبعد من الاستهداف
إذا ثبتت صحة الاتهامات بوقوف إسرائيل وراء هذه الضربات، فإن المشهد الإقليمي قد يدخل مرحلة جديدة تمامًا:
خرق غير مسبوق للسيادة القطرية سيضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الدوحة.
تصدّع دور الوساطة القطري في ملفات غزة والمصالحة الفلسطينية.
إعادة خلط الأوراق في الخليج، إذ أن استهداف داخل قطر يحمل رسائل مزدوجة لإيران وتركيا وحلفاء حماس.
حماس في الدوحة وعين إسرائيل
تستضيف قطر منذ أكثر من عقد قيادات بارزة من حركة حماس، وتحوّلت الدوحة إلى مركز سياسي ودبلوماسي للحركة، حيث تُدار منها ملفات التمويل والتفاوض مع الوسطاء. إسرائيل طالما عبّرت عن امتعاضها من هذا الدور، لكن لم يسبق أن تخطّت الخطوط الحمراء عبر تنفيذ عمليات مباشرة داخل قطر.