أصدرت دولة الإمارات تحذيراً جديداً لإسرائيل بعد إعلان الأخيرة نيتها ضم أجزاء من الضفة الغربية واعتبرت المسؤولة الدبلوماسية الإماراتية، لانا زكي نسيبة، أن هذه الخطوة تُعد خرقاً "لروح اتفاقيات أبراهام"، مؤكدة أنها تمثل "خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه، جاء ذلك خلال منتدى عقد في العاصمة أبوظبي، حيث أوضحت أن القضية تتجاوز السياسات المعتادة، لتصبح مسألة مبادئ أساسية تتعلق بالسلام والاستقرار الإقليمي.
وأوضحت نسيبة أن أي محاولات ضم الأراضي الفلسطينية ستعيق جهود الاندماج وتُضعف فرص الحوار بين الأطراف المعنية. وأضافت: "مستقبل فلسطين حجر الأساس لأي تسوية مستدامة في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى المخاطر المرتبطة بالمجموعات المتطرفة التي تسعى لتقويض رؤية الاتفاقيات، ما قد يؤثر على مصالح جميع الدول المشاركة.
تأتي هذه التصريحات بعد تحذير سابق لنتنياهو خلال أيام، في مؤشر على ثبات الموقف الإماراتي تجاه أي تغييرات أحادية الجانب في الوضع القانوني والسياسي للأراضي المحتلة. وقد أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الأسبوع الماضي عن نيته ضم نحو 82% من الضفة الغربية، ما أثار قلقاً كبيراً على الصعيد الإقليمي والدولي.
ويشير مراقبون إلى أن الإمارات كانت أول دولة خليجية تطبع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عقب توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020 خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تلتها البحرين لاحقاً. ركزت هذه الاتفاقيات على تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي مع ضمان استقرار طويل الأمد، بالإضافة إلى حماية مصالح الفلسطينيين في عملية السلام.
ويعتبر المراقبون أن التحذير الأخير يأتي في إطار التأكيد على الالتزام بمبادئ الاتفاقيات ومنع أي خطوات قد تؤدي إلى تصعيد التوترات، مع محاولة الحفاظ على ثقة الأطراف المشاركة بالعملية الدبلوماسية. تجاوز حقوق الفلسطينيين سيؤدي إلى تصعيد غير مسبوق، مستقبل السلام الإقليمي مرتبط مباشرة بالالتزام بالقوانين والاتفاقيات، وأن أي خرق سيكون له أثر سلبي على أمن واستقرار الشرق الأوسط، ما يجعل من موقفها مكوناً أساسياً في رسم معالم الاستراتيجية الإقليمية القادمة.