معاهدة الأخوة والتعاون بين لبنان وسوريا: تاريخ النفوذ والسيادة

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.08 - 05:20
Facebook Share
طباعة

خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990، ومع الانقسامات الداخلية والتدخلات الإقليمية، وُقعت معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا الهدف الرسمي من المعاهدة كان تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني وضمان استقرار لبنان، الاتفاقية لعبت دوراً مؤثراً في تنظيم العلاقة بين الطرفين، بما شمل المشاركة في بعض القرارات الأمنية والسياسية، وأتاح مساحة للتنسيق المشترك في عدد من الملفات.

بنود المعاهدة وتأثيرها على الدولة اللبنانية:

تضمنت المعاهدة بنوداً أساسية حول التعاون الأمني والسياسي، بما في ذلك تقديم المشورة والتنسيق في القرارات التي تخص الأمن الداخلي وبعض الملفات الحكومية، كما نصت على التعاون الاقتصادي والعسكري وتبادل الدعم في مجالات محددة، بما يسمح بتوحيد الجهود في إدارة بعض الملفات الاستراتيجية.
أما في ما يخص حل النزاعات الداخلية، فقد أُعطيت للأطراف المشتركة أدوار وسيطة لتسهيل الحوار والتنسيق بين القوى اللبنانية.

التأثيرات العملية على لبنان:

كان لها تأثير واضح على آليات اتخاذ القرار في لبنان خلال فترة تطبيقها، بعض القرارات اللبنانية كانت تتطلب تنسيقاً أو توافقاً مع الطرف الآخر، ما انعكس على إدارة الملفات السياسية والأمنية.
كما ساهمت المعاهدة في توسيع إطار التعاون بين لبنان وسوريا، وهو ما أثر على كيفية تعامل الدولة مع القضايا الداخلية المعقدة، بما في ذلك إدارة المؤسسات والموارد المشتركة.

المواقف السياسية الحديثة:

في السياق الحالي، تؤكد السلطات اللبنانية ضرورة إعادة تقييم الاتفاقيات السابقة لتعزيز السيادة الوطنية، بما في ذلك استعراض دور المعاهدة في تنسيق السياسات اللبنانية – السورية وأشار بعض المسؤولين إلى أهمية مراجعة الأطر القانونية والاتفاقيات لضمان استقلال القرار اللبناني، لا سيما في ظل جهود الدولة لإدارة مواردها الداخلية، بما يشمل جهود حصر السلاح بيد الجيش اللبناني.

التحليل السياسي والاستراتيجي:

المعاهدة كانت أداة لتنظيم التعاون بين لبنان وسوريا خلال فترة تاريخية حساسة، وأسهمت في وضع أسس للتنسيق في عدد من المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.
ويرى مراقبون أن أي مراجعة للمعاهدة في السياق الحالي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الحاجة لتعزيز السيادة الوطنية وتطوير آليات اتخاذ القرار بما يخدم مصالح الدولة اللبنانية واستقرارها الداخلي.
معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق كانت جزءاً مهماً من تاريخ العلاقات اللبنانية – السورية، وأسهمت في وضع أسس للتعاون بين الدولتين في فترة معقدة من تاريخ لبنان. ومع استمرار جهود الدولة اللبنانية لتعزيز سيادتها وإدارة شؤونها الداخلية بشكل مستقل، يظهر أن تقييم الأطر السابقة وإعادة النظر فيها خطوة مهمة لضمان قدرة الدولة على اتخاذ القرارات بما يخدم مصالحها الوطنية ويحافظ على استقرارها السياسي والأمني. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7