بعد مرور أكثر من سبعمئة يوم على اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تبدو النتائج واضحة بشكل لم يعد يحتمل التأويل.
الحرب التي بدأت بوعد تحقيق "نصر سريع" لم تحقق سوى مزيد من الفوضى والدمار، بينما تصدر الفلسطينيون المشهد بصمودهم ومقاومتهم رغم القصف والحصار.
خلال هذه الفترة، شهدت إسرائيل صراعات سياسية داخلية، وتراجعاً في الثقة بالقيادة، وهو ما سلط الضوء على هشاشة الحكومة وعجزها عن وضع استراتيجية حقيقية لمواجهة الوضع، الصحفي أفريم غانور نشر مقال في صحيفة المعارف العبرية، وصف هذه الحرب بأنها أسوأ إخفاق سياسي وعسكري في تاريخ الدولة، مشيرًا إلى أن وعود نتنياهو بالنصر كانت مجرد سراب، وأن الخطة التي اعتقد أنها ستكسر إرادة الفلسطينيين لم تؤتِ أي ثمار.
على الأرض، ظل قطاع غزة رمزا للقدرة على الصمود المدارس والعيادات والمبادرات المجتمعية تستمر في العمل رغم الدمار، وتحويل المحن إلى قوة فعلية يظهر مدى صلابة المجتمع الفلسطيني وقدرته على إعادة تنظيم حياته اليومية في أصعب الظروف.
هذه القدرة على الصمود لم تقتصر على القطاع، بل امتدت إلى الضفة الغربية والمخيمات في الشتات، حيث تواصل الجهود الشعبية دعم حقوق الفلسطينيين ونقل صوتهم للعالم.
وأشار غانور أيضاً إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تقدم أي تصور واضح لما بعد الحرب، تاركة إسرائيل أمام فراغ قيادي وأزمة أخلاقية بينما انشغلت القيادة بالمناورات السياسية الداخلية، تزايد الضغط الدولي على الاحتلال، وتكثفت الدعوات لمحاسبته وفرض عقوبات حقيقية، ما أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة النقاش العالمي.
النتيجة النهائية: سبعمئة يوم من العدوان لم تحقق الأمن أو الاستقرار لإسرائيل، ولم تكسر إرادة الفلسطينيين، بل فضحت ضعف القيادة وغياب الرؤية الاستراتيجية، الهزائم العسكرية والسياسية والأخلاقية التي أشار إليها أفريم غانور أكدت أن وعود نتنياهو كانت وعوداً كاذبة، وأن استمرار سياساته يقود الدولة إلى مأزق طويل الأمد.