استهداف مطار رامون.. تصعيد جديد يربك إسرائيل

2025.09.07 - 04:01
Facebook Share
طباعة

شهدت الساحة الإسرائيلية، الأحد، تطوراً لافتاً بعدما أصابت طائرة مسيّرة أطلقت من اليمن قاعة المسافرين في مطار رامون الواقع في النقب قرب مدينة إيلات، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح متفاوتة وأضرار مادية داخل المطار، لتتوقف حركة الإقلاع والهبوط بشكل مؤقت بقرار من هيئة المطارات الإسرائيلية.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الانفجار وقع في قاعة المسافرين الرئيسية، في حين دفعت السلطات بطواقم إنقاذ وإطفاء إلى الموقع، بينما فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقاً موسعاً حول المسارات الجوية التي سلكتها المسيّرات. ونقلت وسائل إعلام عبرية أن التقديرات الأولية تشير إلى أن أربع طائرات مسيّرة أُطلقت باتجاه إسرائيل، ثلاث منها تم اعتراضها، بينما تمكنت واحدة من اختراق الدفاعات والوصول إلى المطار.

وتحدثت قناة 13 عن رصد ثلاث مسيرات عبرت فوق شبه جزيرة سيناء في طريقها إلى إسرائيل، فيما كشف موقع "واينت" أن التحقيق يشمل فرضية انطلاق المسيّرات من الأردن، وهو ما يعكس حجم القلق الإسرائيلي من الثغرات المحتملة في أنظمة الرصد والاعتراض.

الحدث تزامن مع انعقاد جلسة للحكومة الإسرائيلية في موقع سري ومحصن تحسباً لأي استهداف مباشر، بينما دوّت صافرات الإنذار في مناطق واسعة جنوب صحراء النقب، في مؤشر على استنفار أمني وعسكري شامل.

من جانبها، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية في وقت لاحق انتهاء حالة التأهب، مؤكدة اعتراض معظم المسيّرات، غير أن سقوط إحداها في مطار مدني بارز يمثل إحراجاً سياسياً وعسكرياً لإسرائيل، إذ يثير تساؤلات حول قدرة منظومات الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" على التصدي لهجمات بعيدة المدى ومن اتجاهات متعددة.

يحمل استهداف مطار رامون أبعاداً استراتيجية، فهو يكشف عن اتساع رقعة المواجهة الإقليمية لتشمل الساحة اليمنية، ويضع إسرائيل أمام معادلة جديدة تفرض عليها إعادة تقييم إجراءاتها الأمنية في مطاراتها ومرافقها الحيوية. كما يعزز موقع الحوثيين في معادلة "محور المقاومة" عبر إظهار قدرتهم على تهديد إسرائيل من مسافة تتجاوز 1600 كيلومتر، في وقت تتصاعد فيه الجبهات في غزة ولبنان.

وبينما تسعى إسرائيل لتقليل أثر الحدث عبر الحديث عن نجاح اعتراض ثلاث مسيرات، فإن المشاهد المصورة لانفجار الطائرة في مطار مدني تحمل وقعاً معنوياً قوياً على الداخل الإسرائيلي، وتؤكد أن الحرب لم تعد محصورة بجبهة واحدة، بل باتت متعددة الاتجاهات يصعب السيطرة عليها بالكامل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9