السلاح المتفلت والفصائل المتناحرة.. هل تتحول المخيمات الفلسطينية إلى بؤرة نزاع؟

2025.09.06 - 05:14
Facebook Share
طباعة

تشهد المخيمات الفلسطينية في بيروت توتراً أمنياً متزايداً، وسط مخاوف من تأثير ما يُعرف بـ"الطابور الخامس" على استقرار المخيمات، خاصة مع انطلاق حركة "فتح" عملية تسليم سلاحها الثقيل والمتوسط في المخيمات، والتي تقول إنها ستستمر لتشمل جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وخلال اليومين الماضيين، شهد مخيما برج البراجنة وشاتيلا اشتباكات مسلحة استُخدمت خلالها القذائف الصاروخية، ما أسفر عن سقوط جرحى وتدمير بعض المنازل، ونزوح عدد من العائلات، فيما طال الرصاص الشوارع المحيطة بالمخيمين. المصادر الأمنية اللبنانية وقيادات فلسطينية أكدت أن سبب الاشتباكات في برج البراجنة يعود إلى خلافات عائلية طويلة الأمد، أما في شاتيلا فالأمر مرتبط بخلافات بين تجار مخدرات وعناصر خارجين عن القانون.

وقال مصدر أمني لبناني إن الجيش اتخذ "تدابير لمنع امتداد الاشتباكات إلى خارج المخيم"، مؤكدًا أنه "لا توجد خطة حالية لدخول المخيمات لفض الاشتباكات". وأضاف أن "حركة فتح سلمت حصرياً السلاح المتوسط والثقيل في برج البراجنة، بينما الفصائل الأخرى والعائلات ما زالت تحتفظ بسلاحها وتستخدمه بحرية"، وهو ما يشكل تحدياً أمام ضبط الأمن.

من جهته، أكد مصدر قيادي فلسطيني أن "السلاح المتفلت يشكل خطراً على لبنان، خصوصاً في غياب قوة رادعة ضد الخارجين عن القانون"، داعياً الجيش اللبناني إلى التدخل قبل تفاقم الوضع، مشيراً إلى أن مجرد تهديد الجيش بالتدخل كان كافياً لوقف الاشتباكات في برج البراجنة. وأضاف أن هناك خشية من "دخول طابور خامس لإشعال الاشتباكات"، مستشهداً بحادثة دخول شخص غريب إلى شاتيلا وإطلاق النار على منازل المجموعات المتصارعة قبل أن يغادر.

وكانت هناك مشاورات لتشكيل لجنة أمنية فلسطينية مشتركة لضبط الأمن في المخيمات، لكنها توقفت بسبب الخلافات حول عملية تسليم السلاح. مصادر متابعة أشارت إلى وجود متضررين من العملية داخل حركة فتح، إضافة إلى رفض فصائل أخرى، بما فيها قريبة من حزب الله، استكمال التسليم، خشية الإحراج أمام الحكومة اللبنانية التي تشدد على حصريّة السلاح.

النائب زياد الحواط اعتبر أن الاشتباكات في برج البراجنة بعد المرحلة الثانية من تسليم السلاح تستدعي مراجعة الخطوات المنفذة، مؤكداً أن "حصريّة السلاح لا تتحقق بالشعارات وحدها، بل بإجراءات حاسمة على كامل الأراضي اللبنانية". وأضاف أن ما ينتظر لبنان مع تسليم سلاح حزب الله "أكثر تعقيداً، ويستلزم حزم الدولة وقدرتها على فرض هيبتها".

عملية تسليم سلاح فتح بدأت منذ أسبوعين في برج البراجنة، وشملت مخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي جنوبي نهر الليطاني، تطبيقاً لمقررات القمة اللبنانية-الفلسطينية في 21 مايو 2025، التي أكدت سيادة لبنان على كامل أراضيه ومبدأ حصرية السلاح. ومن المتوقع أن تستكمل العملية في مخيمي البداوي والجليل، على أن تكون المراحل الأخيرة في عين الحلوة والمية ومية.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4