اضطر المحامي علي بركات، المقيم في حي السومرية غرب دمشق، لمغادرة منزله مع عائلته بعد تلقيه تهديدات مباشرة من شخص معروف باسم "أبو حذيفة". وأكد بركات في تسجيلات مصورة لاحقة ضرورة تدخل الحكومة للتحقيق في مصدر التهديدات وحماية أسرته، محذرًا من مخاطر محاولات "إشعال فتنة طائفية" تهدد السلم الأهلي في الحي.
تأتي هذه الأحداث بعد ظهور بركات على قناة إخبارية محلية للحديث عن معاناة أهالي السومرية والأوضاع المعيشية الصعبة التي يمرون بها، مما قد يكون أحد أسباب التصعيد ضده.
أفادت مصادر محلية أن فصيلًا مسلحًا يتبع لـ"أبو حذيفة" اقتحم الحي، ونفذ عمليات سرقة وتعفيش لمنازل متعددة، ووجّه تهديدات بالإخلاء القسري لأهالي الحي، مصحوبة بشتائم وعبارات مسيئة لكل من يعارض الفصيل.
وأكدت المصادر أن "أبو حذيفة" رفض الالتزام بالتوجيهات والبلاغات الحكومية في 30 آب الفائت، مطالبًا السكان بإخلاء منازلهم، وموجّهًا تهديدات شخصية بحق السلطات الرسمية. هذا التصعيد دفع لجان السلم الأهلي وشخصيات بارزة للضغط على مختار الحي للظهور في تسجيل مصوّر لتأكيد أن الحي "آمن بالكامل".
رغم التأكيدات الرسمية على أن الوضع عاد تحت السيطرة وأن المشكلة "تمت معالجتها بالكامل"، إلا أن استمرار بعض العناصر في خرق التوجيهات أثار مخاوف السكان وزاد من شعورهم بعدم الأمان. ويأتي هذا ضمن سلسلة أحداث متصاعدة في الحي، شملت تهجيرًا قسريًا واعتقالات تعسفية دفعت عشرات العائلات للنزوح المؤقت.
وتشير مصادر محلية إلى أن لجان السلم الأهلي تعمل على تهدئة الوضع، لكنها تواجه صعوبة في إنهاء كامل حالة التوتر بسبب رفض بعض المسلحين الالتزام بالقانون والسلطات. ويخشى السكان من استمرار هذه التصرفات، والتي قد تؤدي إلى تصعيد أكبر يهدد التعايش السلمي بين مكونات الحي المختلفة.
ويرى محللون أن هذه الأحداث تكشف هشاشة الأمن المحلي في بعض أحياء دمشق، وضرورة تعزيز آليات الحماية للمواطنين، خصوصًا عند وجود فصائل مسلحة غير خاضعة للرقابة. كما تشير إلى أهمية دور الحكومة والسلطات الأمنية في فرض القانون والحفاظ على السلم الأهلي بشكل حقيقي وفعّال، بدل الاكتفاء بالإجراءات الرمزية أو الوساطات الجزئية.