مصر تحذر: سياسات إسرائيلية ممنهجة لدفع غزة نحو الموت جوعاً

2025.09.06 - 11:34
Facebook Share
طباعة

أعاد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تسليط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، مؤكداً أن القطاع يعيش "مجاعة متكاملة الأركان" من صنع الاحتلال الإسرائيلي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، حيث شدد الوزير المصري على أن بلاده تقف بثبات إلى جانب الوكالة الأممية في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها، في وقت يتفاقم فيه خطر الانهيار الإنساني في غزة.


يأتي هذا التصريح المصري في ظل تقارير دولية متطابقة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، تحذر من أنّ سكان غزة يواجهون مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي. فقد تراجعت إمدادات الغذاء إلى أدنى مستوياتها مع استمرار الحصار الإسرائيلي، فيما تحولت مناطق واسعة من القطاع إلى بؤر للجوع والمرض، وسط تحذيرات من انهيار النظام الصحي بشكل كامل. وصف عبد العاطي ما يجري بأنه "سياسة ممنهجة للتجويع"، مشيراً إلى أن منع المساعدات الإنسانية والقيود المفروضة على إدخال المواد الأساسية يمثلان أداة ضغط إسرائيلية جماعية على الفلسطينيين.


مصر التي ظلت على الدوام بوابة غزة الوحيدة إلى العالم، كثفت في الأشهر الأخيرة اتصالاتها السياسية والإنسانية لوقف هذا الانحدار. وأكد وزير الخارجية المصري التزام القاهرة بدعم الأونروا، التي تتعرض لمحاولات إسرائيلية وداعمة لها تهدف إلى تقويض دورها، لما تمثله من ضمانة قانونية وحقوقية لحق العودة. كما جدد عبد العاطي دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، محذراً من أن استمرار المجاعة سيقود إلى كارثة إقليمية أوسع.

الأونروا في قلب المواجهة
من جهته، استعرض لازاريني التحديات التي تواجه الوكالة، بدءاً من نقص التمويل ووصولاً إلى الحملة الإسرائيلية المستمرة لتجريم عملها. وأشار إلى أن الأونروا أصبحت هدفاً مباشراً لمحاولات إضعافها، في وقت يعتمد عليها ملايين اللاجئين الفلسطينيين للحصول على التعليم والرعاية الصحية والغذاء. مصر بدورها أعلنت أن الدفاع عن الأونروا ليس مجرد موقف إنساني بل التزام سياسي وقانوني لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.


يأتي الموقف المصري في لحظة فارقة، حيث يتقاطع الانهيار الإنساني في غزة مع الضغوط الإسرائيلية المتصاعدة لتصفية قضية اللاجئين عبر إضعاف الأونروا. وتعيد القاهرة عبر خطابها الأخير التأكيد على ثبات موقفها الداعم لغزة، وعلى رفضها تحويل القطاع إلى ساحة لتجارب إسرائيلية في التهجير والتجويع. خلفية هذا الموقف تعود إلى الدور التاريخي الذي لعبته مصر في ملف غزة، سواء في رعاية المصالحة الفلسطينية أو في التوسط لوقف إطلاق النار، واليوم في التصدي لمحاولة فرض مجاعة كأداة سياسية على أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5