مناطق إنسانية أم فخ تهجير؟ الغموض يحيط بإعلان إسرائيل

2025.09.06 - 09:35
Facebook Share
طباعة

في تطور جديد ضمن التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت 6 سبتمبر 2025، عن تخصيص مناطق إنسانية في كل من المواصي وخان يونس، داعيًا سكان المدينة إلى التوجه إليها. الإعلان يأتي في وقت تتواصل فيه عمليات الجيش البرية المكثفة، ضمن عملية "عربات جدعون 2"، التي تهدف إلى السيطرة على معاقل حركة حماس في قلب غزة.


وجاء في بيان رسمي للجيش الإسرائيلي أن منطقة المواصي أصبحت "منطقة إنسانية"، حيث يجري ترميم المستشفى الأوروبي لتقديم خدمات طبية أفضل، بينما تم تخصيص شارع الرشيد كطريق إنساني يسمح بالانتقال السريع للمركبات دون تفتيش. وأكد البيان أن آلاف المدنيين انتقلوا بالفعل إلى المنطقة الإنسانية، مع تشجيع الآخرين على الانضمام إليها في أقرب وقت ممكن.

أما في خان يونس، فقد أعلن الجيش عن منطقة إنسانية مزودة ببنى تحتية حيوية تشمل مستشفيات ميدانية، خطوط مياه، مرافق تحلية، وخيمًا مجهزة بالأدوية والمواد الغذائية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. وأضاف البيان أن جهود إدخال المساعدات الإنسانية ستستمر بشكل متواصل تزامنًا مع توسع المناورة البرية داخل المدينة.


على الأرض، يواجه المدنيون تحديات هائلة رغم الإعلان الإسرائيلي، إذ تتواصل الغارات الجوية والعمليات البرية وسط ازدحام الشوارع وتهجير جماعي. شهود عيان أبلغوا عن صعوبة الوصول إلى المناطق الإنسانية بسبب الألغام والضربات المتكررة على مناطق عدة، مما يثير التساؤلات حول جدوى هذا الإعلان ومدى قدرته على حماية المدنيين فعليًا.


عملية "عربات جدعون 2" تهدف إلى السيطرة على معاقل حماس في المدينة، لكن الإعلان عن مناطق إنسانية يعكس محاولة الجيش الجمع بين السيطرة العسكرية والتغطية الإعلامية للجهود الإنسانية. هذه الخطوة تظهر ازدواجية السياسة الإسرائيلية: السعي للضغط على المقاومة في الوقت ذاته الذي يُظهر فيه الجيش التزامًا جزئيًا بحماية المدنيين، في مواجهة انتقادات دولية متزايدة.


تعتبر هذه المبادرة الإسرائيلية الأولى من نوعها منذ بداية التصعيد الأخير، لكنها تأتي وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة في غزة، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في المياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية والأدوية. الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية أعلنت استعدادها لدعم جهود التخفيف، لكن العمليات العسكرية المكثفة تعيق وصول المساعدات وتضاعف معاناة المدنيين.


تأتي هذه التطورات في إطار تصعيد طويل بين إسرائيل وحركة حماس، والذي أدى منذ أسابيع إلى نزوح آلاف السكان ومقتل وإصابة العديد منهم، وسط تزايد المخاوف من كارثة إنسانية شاملة. ويشير مراقبون إلى أن المناطق الإنسانية، مهما بلغت تجهيزاتها، ستظل محدودة التأثير طالما استمرت العمليات العسكرية المكثفة على نطاق واسع داخل الأحياء السكنية المزدحمة.


بينما يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تصوير هذه الخطوة كجهد إنساني للتخفيف عن المدنيين، يبقى الواقع الميداني صعبًا، مع مخاطر حقيقية على حياة السكان، مما يجعل مصداقية هذه المناطق الإنسانية محل شك دولي ومحلي. ويستمر المجتمع الدولي بمراقبة التطورات عن كثب، في محاولة للضغط على تل أبيب لتخفيف معاناة المدنيين وتوفير حماية حقيقية لهم خلال العمليات العسكرية.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10