700 يوم في أنفاق غزة.. أهالي الأسرى يواجهون الحكومة بصرخة إنسانية

تل أبيب- وكالة أنباء آسيا

2025.09.05 - 01:35
Facebook Share
طباعة

بعد مرور 700 يوم كامل على اندلاع الحرب في غزة، يتكشف عمق المأزق الذي تعيشه إسرائيل على صعيد ملف الأسرى. فبينما تحاول الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو إظهار قدرة عسكرية على "حسم المعركة"، يجد أهالي الأسرى أنفسهم في مواجهة واقع أكثر تعقيداً، حيث لا تملك المؤسسة العسكرية نفسها إجابات واضحة حول مصير أبنائهم. هذا الملف لم يعد إنسانياً فحسب، بل تحول إلى قضية سياسية وأمنية تضغط على كل مستويات الدولة العبرية.

 

صدمة العائلات من اعترافات الجيش

البيان الأخير الصادر عن هيئة عائلات الأسرى كشف عن معطيات خطيرة نقلها إليهم ضباط في الجيش الإسرائيلي، مفادها أن الجيش لا يعرف على وجه الدقة أماكن تواجد المختطفين في غزة، وأن العملية العسكرية الجديدة قد تجعل إنقاذهم أكثر صعوبة. هذا الاعتراف ترك أثراً صادماً لدى الأهالي، الذين قالوا إن أبناءهم، المحتجزين في أنفاق حماس منذ 700 يوم، باتوا مهددين بالقتل أو الاختفاء الأبدي تحت أنقاض القطاع.

 

"مركبات جدعون 2".. مخاوف بلا ضمانات

العملية العسكرية التي يشنها الجيش حالياً تحت اسم "مركبات جدعون 2" باتت مثار جدل واسع. العائلات ترى أنها مغامرة خطيرة بلا خطة واضحة لحماية المختطفين. ففي بيانهم، أشاروا إلى أن ما فشل في المرحلة الأولى لن ينجح في الثانية أو حتى في السابعة، في إشارة إلى عبثية الرهان على الحل العسكري. كما اتهم الأهالي القيادة العسكرية والسياسية بالمجازفة غير المحسوبة، مؤكدين أن كل يوم يمر دون اتفاق يضاعف خطر فقدان أحبائهم.

 


اتفاق "ويتكوف".. نافذة الأمل الأخيرة

وسط هذا المشهد المأزوم، يبرز اسم ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي، الذي طرح مبادرة للتوصل إلى اتفاق شامل يشمل وقف الحرب وإعادة الأسرى. الأهالي تمسكوا بهذا الاتفاق باعتباره الخيار الواقعي الوحيد، مؤكدين أنه "الاتفاق الذي سيعيد آخر مختطف، وهو نفسه الذي سينهي الحرب". مطالبتهم لنتنياهو ووزير الدفاع ورئيس الأركان كانت واضحة: اجتماع عاجل وبدء مفاوضات دون تأخير.

 


المأزق السياسي لنتنياهو

ضغط الشارع الإسرائيلي يضع حكومة نتنياهو في وضع لا تُحسد عليه. فالمعارضة الداخلية تتهمه بـ"المماطلة والتعنت" خوفاً من أن يُتهم بالخضوع لشروط حماس، بينما يراه أهالي الأسرى مسؤولاً مباشراً عن تعريض حياة ذويهم للخطر. هذا الصراع الداخلي يعكس انقساماً إسرائيلياً حاداً بين من يفضل الحسم العسكري، ومن يرى أن الأولوية يجب أن تكون لإنقاذ الأرواح.

 

ورقة الأسرى.. من غزة إلى تل أبيب

على الجانب الآخر، ما زالت حركة حماس تدرك أن ملف الأسرى هو ورقتها الأقوى، إذ لا يمكن لأي حكومة إسرائيلية تجاهل ضغوط الشارع بشأنه. ومع مرور كل يوم جديد دون حل، تتزايد حدة الغضب في الداخل الإسرائيلي، فيما تحرص المقاومة على إبقاء هذا الملف مفتوحاً كورقة ضغط استراتيجية على طاولة المفاوضات.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 1