حذر القائد السابق لوحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، حنان جيفن، خلال مشاركته في برنامج "هذا المساء" الإسرائيلي، من احتمال وقوع أحداث خطيرة في سوريا خلال الأسابيع القادمة، مشيراً إلى تجاهل المبعوث الأمريكي توم باراك لخبراء الميدان المحليين.
تشير المؤشرات الحالية إلى احتمال تصاعد التوتر في الساحل السوري وجنوب البلاد نتيجة تداخل عوامل محلية وإقليمية معقدة. مناطق مثل ريف طرطوس وريف اللاذقية تشهد وجود مجموعات مسلحة خارج السيطرة الرسمية، ما يعكس ضعف الهيكل الأمني المركزي وتنافس القوى المحلية على النفوذ العسكري والسياسي، مع تأثير مباشر على الاستقرار الاجتماعي والخدمات الأساسية.
أحد الأسباب الرئيسية لهذه الهشاشة هو غياب التنسيق الفعّال بين القوى الدولية والإقليمية والخبراء المحليين، ما يقلل القدرة على التقدير الواقعي للملفات الأمنية، ويترك فجوات تستغلها جماعات مسلحة لتثبيت مواقعها. كما أن الدعم المالي الخارجي لبعض المناطق، بما في ذلك تمويل الرواتب والخدمات الحيوية، يعزز من قدرة هذه الأطراف على البقاء والنفوذ، ويزيد من احتمالية حدوث مواجهات محدودة أو تصعيد مفاجئ.
على المستوى الإقليمي، تسعى أطراف متعددة لتعزيز نفوذها في الساحل والمناطق الكردية، مستفيدة من الفراغ الإداري والهشاشة الأمنية، الأمر الذي يضع الإدارة السورية أمام تحديات كبيرة لإعادة فرض السيطرة، خصوصاً مع التداخل بين مصالح محلية وخارجية. الضغوط الاقتصادية والسياسية تزيد من تعقيد المشهد، وتحد من قدرة الحكومة على تنفيذ سياسات فعّالة للسيطرة على الأرض وحماية المدنيين.
تحليل الواقع يشير إلى أن تجاهل تقييمات الخبراء الميدانيين يزيد من احتمالية أزمة أكبر، ويكشف فجوة بين القرارات السياسية على مستوى الأطراف الدولية والممارسات الفعلية على الأرض. الحلول المستدامة تتطلب تعزيز التنسيق بين الجهات المحلية والإقليمية، مع التركيز على إعادة بناء آليات السيطرة والإدارة الأمنية والاقتصادية بطريقة تقلل من فرص التصعيد، وتحافظ على استقرار المناطق الحيوية.
الساحل السوري يواجه مرحلة حساسة، حيث تتشابك العوامل العسكرية والاقتصادية والسياسية، وأي تجاهل للواقع الميداني قد يؤدي إلى تصعيد سريع يعيد تشكيل المشهد ويضع الإدارة السورية والداعمين الدوليين أمام تحديات معقدة للحفاظ على الاستقرار ومنع تفاقم النزاع.